بحث في المدونة

الخميس، 30 أغسطس 2012

علماء الشيعة كذابين حتى النخاع !

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



الحمد لله وبعد :

علماء الشيعة يكذبون على السلطان وعلى العامة ويتلونون حسب وضعهم ! نقرأ







لا تعليق !


ما يهزك ريح

الجمعة، 24 أغسطس 2012

الحكيم الرباني والنور الشعشعاني جمشيد الأصفهاني يدفن تحت النعال [وثيقة]

كتبه الاخ : ما يهزك ريح  





بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




الحمد لله وبعد : 

نقرأ في روضات الجنات في أحوال العلماء والسادات 
للميرزا محمد باقر الموسوي الأصبهاني 




فوق الأرض كان يُداس بالنعال من المسلمين وتحت الأرض داس عليه أبناء مِلّته " ضُرِبَت عليهم الذلة والمسكنة " 


كتبه \

ما يهزك ريح

[ هل كان علماء أهل السنة يشربون الخمر ] - كتبه : الاخ تقي الدين السني


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين .

إن من سخافة الرافضة أن كتبت في الطعن بالمسلمين بما ورد في كتب الرجال , حول [ المسكر ] فالرافضي المتكلم في هذا الموطن بين أمرين إما جهل لا قبل لبشر بهِ , وإما زندقة وكذب واضح وصريح فوقفة مع ما أسماهُ عدو الله [ حانوت الفجار ] والرد عليه وبيان الصحيح من السقيم سائل المولى عز وجل أن ينفع بما سنكتب رداً على هؤلاء الكفار , وجزى الله أخي الكريم [ الحوزوي ] في بيان ما شذ من الرجال وعبد المردان في عقيدة الرافضة الأشرار , ومتبعي الزنا واللواط وعبادة الخمر والتغزل فيها , فبيان جهل هذا الرافضي صريح في مثل هذه النصوص , ولكن وجب أن تكون لنا وقفة على ما نقلهُ هذا الجاهل .

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كل مسكر حرام وإن على الله عز و جل عهدا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال فقالوا يا رسول الله وما طينة الخبال قال عرق أهل النار أو عصارة أهل النار ( مسند أحمد 3/360 - 14923 قال الأرنؤوط : إسناده على شرط مسلم ) . وهذه الأخبار صريحة ولكن هل فهم المراد من قول علماء الحديث والجرح والتعديل عندما أوردوا التراجم وما جاء من كلام فيها والله المستعان .

قال رسول الله صلى الله عليه و سلم لعن الله الخمر وشاربها وساقيها وبايعها ومبتاعها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحولة إليه . ( سنن أبي داود 2/350 - 3674 قال الألباني : صحيح ) . قد وقع التحريم على الخمر , ولكن هل هناك فرق بين النبيذ والشرب متأولاً وبين الإعتقاد بحليتها وشربها رغم كونها مسكرة , والله المستعان فهل فرق بين النبيذ أولاً قبل أن نبدأ بالرد على هذا الجاهل , نورد ما في كتبهم من الكلام حول تحليل شرب النبيذ مع العلم أن الرافضة لا قيمة لعلم حديثهم .

(الاختصاص للمفيد (413 هـ) صفحة90) .
الفرج عن أبي سعيد بن زياد عن رجل عن عبد الله بن جبلة عن أبي المغراء عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: سمعته يقول: من كانت له إلى الله حاجة وأراد أن يرانا و أن يعرف موضعه من الله فليغتسل ثلاث ليال يناجي بنا فإنه يرانا ويغفر له بنا ولا يخفى عليه موضعه قلت: سيدي ! فإن رجلا " رآك في منامه وهو يشرب النبيذ ؟ قال: ليس النبيذ يفسد عليه دينه إنما يفسد عليه تركنا وتخلفه عنا.

بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) الجزء26 صفحة256 .
أبو الفرج عن سهل عن رجل عن ابن جبلة عن أبي المغرا عن موسى بن جعفر ع قال: سمعته يقول: من كانت له إلى الله حاجة وأراد أن يرانا وأن يعرف موضعه فليغتسل ثلاث ليال يناجي بنا فإنه يرانا ويغفر له بنا ولا يخفى عليه موضعه قلت: سيدي فإن رجلا رآك في منامه وهو يشرب النبيذ ؟ قال: ليس النبيذ يفسد عليه دينه إنما يفسد عليه تركنا وتخلفه عنا إن أشقى أشقيائكم من يكذبنا في الباطن مما يخبر عنا ويصدقنا في الظاهر نحن أبناء نبي الله وأبناء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وسلم وأبناء أمير المؤمنين وأحباب رب العالمين .

بحار الأنوار للمجلسي (1111 هـ) الجزء58 صفحة167 .
عن أبي الفرج عن سهل بن زياد عن رجل عن عبد الله بن جبلة عن أبي المغرا عن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: سمعته يقول: من كانت له إلى الله حاجة وأراد أن يرانا وأن يعرف موضعه فليغتسل ثلاثة ليال يناجي بنا فإنه يرانا ويغفر له بنا ولا يخفى عليه موضعه قلت: سيدي فإن رجلا رآك في المنام وهو يشرب النبيذ ؟ قال: ليس النبيذ يفسد عليه دينه إنما يفسد عليه تركنا وتخلفه عنا . فكما نرى فإن المعصوم لم ينكر على الموالي شربه النبيذ , فالنبيذ كما نرى لا يفسد على الموالي دينه ولكن ما يفسد دينه هو تركهُ لولاية المعصومين المزعومة , وبعد هذا البيان سنستعرض بحول الله تبارك وتعالى ما دار في موضوع الرافضي من الكلام على علماء أهل الإسلام والمسلمين ونردهُ وببين الصواب منهُ , مع العلم أن الألفاظ التي وردت في بعض التراجم وحملت على المسكر غير صحيح , بل هو النبيذ سائل المولى عز وجب أن يغفر لنا ذنبنا ويهدينا إلي سواء السبيل والحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على أعداء هذا الدين . يتبع بحول الله جل في علاه .



الفصل الأول : في شرب الرافضة للخمر وإستباحتهم لها .

جزى الله الأخ الكريم [ الحوزوي ] في موضوعه حول شرب الرافضة وعلمائهم للخمر , وبين فيها ما قض مضاجع القوم بفضل الله تبارك وتعالى , وفي هذا البحث قبل الشروع في الرد على مدهي الحانوت بما خفي في كتب الأخبار نورد ما كان في كتب الكفار من الخمر والمسكر والحرام , فما ردُ عابد القبور والأحجار .. !! سائل الله تبارك وتعالى السداد في القول والعمل وبيان شذوذ وكفر هؤلاء الأشرار وتعديهم على أهل الخير وحماة الدين والأمصار فرحم الله سلف الأمة الأخيار.

بحار الأنوار للعلامة المجلسي (27/311) .
12 - وفي رواية إن رجلا من المنافقين قال لأبي الحسن الثاني عليه السلام : إن من شيعتكم قوما يشربون الخمر على الطريق ، فقال : الحمد لله الذي جعلهم على الطريق فلا يزيغون عنه !!! . واعترضه آخر فقال : إن من شيعتك من يشرب النبيذ فقال عليه السلام : قد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يشربون النبيذ ، فقال الرجل : ما أعني ماء العسل وإنما أعني الخمر . قلتُ : إنظر الآن إلي حال من قال بشربهم النبيذ لا الخمر عندما رد عليه من قال بشربهم للخمر كيف أصبح من حاول الذب عن قومهِ .

قال : فعرق وجهه ، ثم قال : الله أكرم من أن يجمع في قلب المؤمن بين رسيس ( 3 ) الخمر وحبنا أهل البيت ، ثم صبر هنيئة وقال : فان فعلها المنكوب منهم فإنه يجد ربا رؤوفا ونبيا عطوفا وإماما له على الحوض عروفا وسادة له بالشفاعة وقوفا ، وتجد أنت روحك في برهوت ملوفا ( 4 ) . قلتُ سبحان الله إن فعلها المنكوب فإنه سيجد رباً رؤوفاً رحيماً بعد شربه الخمر أهذا الرد الذي خرجَ منه بعد أن ألجمهُ من قال بأن هناك من يشرب الخمر على الطرقات , وبررها بقوله فإن الله أكرم من أن يجمع في قلب المؤمني بين دسيس الحمر وحبنا أهل البيت فلله العجب ما هذا التأويل .. !

الآن والعجب العجاب أن إبن الإمام جعفر الصادق " المعصوم " وهو أخ لموسى الكاظم بل الأخصُ من ذلك كونهُ [ من أهل البيت ] يشرب الخمر فهل هكذا ربى الإمام المعصوم ولده والعياذ بالله حاش أهل البيت من مثل هذه الزندقة التي يتلقفها عباد القبور والله تعالى المستعان ... !!!

بحار الأنوار للعلامة المجلسي (25/115) .
فأجاب عليه السلام بأن مشايخكم وكبراءكم كانوا مختلفين في الكاظم عليه السلام كما اختلفوا في ، إذ جماعة منهم قالوا بامامة إسماعيل مع أنه كان يشرب النبيذ ، وكانوا يقولون : إن إسماعيل أجود من موسى عليه السلام أو القول به أجود من القول بموسى عليه السلام . هل هذا فعل أهل البيت رضي الله عنهم , هل يقبل هذا القول في أهل البيت رضي الله تعالى عنهم فما قول الرافضة .

فإن كان فهم الرافضة لما ورد في كتب الرجال والأعلام من أن المراد خلاف ما فهم ضعاف العقول , والصريح هو النبيذ في بعض المواطن ولذلك تأويل نبينه بحول الله تبارك وتعالى في معرض الرد على ما نقله من كتب أهل الإيمان في زعمهِ ما زعمه من المسكر والعياذ بالله جاهلاً حقيقة النصوص , فاضحاً لنفسهِ والله تعالى المستعان , نبين بحول الله تعالى وقوته ما آلت إليه نفسه وما هو الصحيح ومع ذلك لازلنا مع كتبهم .

مسائل علي بن جعفر إبن الإمام جعفر الصادق (101) .
[ 250 ] وسألته عن المسلم العارف يدخل بيت أخيه فيسقيه النبيذ أو شرابا لا يعرفه ، هل يصلح له شربه من غير أن يسأله عنه ؟ قال : " إذا كان مسلما عارفا فاشرب ما أتاك به إلا أن تنكره " ( 1 ) . وهذا الخبر ذكره المجلسي في بحار الأنوار (10/249) بنفس المتن المذكور .

ثم ما نرى من سخفاتهم , فإن الرافضة غفلت عن الروايات التي تثبت شربهم للخمر فماذا يقول عباد القبور في مثل هذا هل سيسقطون عدالة المجلسي , أم سيسقطون كتابه لنقله هذه الأخبار التي تثبت شرب الشيعة " عموماً " للخمر وإستباحتهم للخمر فكيف يقبل هذا , فهل هناك أفظع من هذا الأمر العظيم أيها الرافضة الأشرار ... !!

بحار الأنوار للعلامة المجلسي (7/314) .
وفي رواية إن رجلا من المنافقين قال لأبي الحسن الثاني عليه السلام : إن من شيعتكم قوما يشربون الخمر على الطريق ، فقال : الحمد لله الذي جعلهم على الطريق فلا يزيغون عنه . واعترضه آخر فقال : إن من شيعتك من يشرب النبيذ فقال عليه السلام : قد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله يشربون النبيذ ، فقال الرجل : ما أعني ماء العسل وإنما أعني الخمر . قال : فعرق وجهه ، ثم قال : الله أكرم من أن يجمع في قلب المؤمن بين رسيس الخمر وحبنا أهل البيت ، ثم صبر هنيئة وقال : فان فعلها المنكوب منهم فإنه يجد ربا رؤوفا ونبيا عطوفا وإماما له على الحوض عروفا وسادة له بالشفاعة وقوفا ، وتجد أنت روحك في برهوت ملوفا .

إن كان أهل البيت يشربون الخمر في دينهم فماذا تبقى أكثر من هذا وها هو من إدعت الزيدية إمامتهُ وشذت بذلك عن الرافضة , ينقل المجلسي في بحار الأنوار شربه للخمر , فهل هذا حال أهل البيت في دين الرافضة خمارون يشربون الخمر في الشوارع والله المستعان , إبن علي بن الحسين الامام الثالث عندكم كان يشرب الخمر ويسكر في شوارع المدينة ! هذا رحمه الله وبرأهُ مما نسب إليه من أهل البيت فهل كان يشرب الخمر , إن كان من قالت الزيدية بإمامته لم يسلم من هذا الإفتراء فما حال بقية أبناء الأئمة أيها الرافضة أخزاكم الله تعالى هل مثل هذا يقبل والله تعالى المستعان .

بحار الأنوار للعلامة المجلسي (46/191) .
65 - رجال الكشي : حمدويه ، عن أيوب ، عن حنان بن سدير قال : كنت جالسا عند الحسن بن الحسين ، فجاء سعيد بن منصور وكان من رؤساء الزيدية فقال : ما ترى في النبيذ ؟ فإن زيدا كان يشربه عندنا قال : ما أصدق على زيد أنه شرب مسكرا قال : بلى قد يشربه قال : فإن كان فعل ، فإن زيدا ليس بنبي ولا وصي نبي إنما هو رجل من آل محمد يخطئ ويصيب ( 3 ) . وذكره محسن الامين في ترجمة سعيد بن منصور , في أعيان الشيعة وجامع أحاديث الشيعة للأردبيلي , فذكر الخبر 3 من علماء الرافضة المعتبرين ولكن لم يضعفوه والله المستعان.

أخرج العلامة المجلسي في بحار الأنوار (50/101) والحر العاملي في وسائل الشيعة (17/282) رواية تثبت أن الرضا شرب الخمر فهل هناك من مأول لهذا الخبر والله تعالى المستعان , فهل بعد هذه الزندقة يكون هناك حديث وكلام ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وعن عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن جعفر بن محمد ، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال : دخلت على أبي جعفر ابن الرضا عليه السلام فقلت : إني أريد أن ألصق بطني ببطنك فقال : ههنا يا أبا إسماعيل فكشف عن بطنه وحسرت عن بطني وألصقت بطني ببطنه ثم أجلسني ، ودعا بطبق فيه زبيب فأكلت ثم أخذ في الحديث فشكا إلى معدته وعطشت فاستسقيت فقال : يا جارية اسقيه من نبيذي فجاءتني بنبيذ مريس في قدح من صفر فشربت أحلا من العسل فقلت : هذا الذي أفسد معدتك قال : فقال لي : هذا تمر من صدقة النبي صلى الله عليه وآله يؤخذ غدوة فيصب على الماء فتمرسه الجارية فأشربه على أثر طعامي وساير نهاري ، فإذا كان الليل أخرجته الجارية فأسقته أهل الدار قلت :لكن أهل الكوفة لا يرضون بهذا ، فقال : وما نبيذهم ؟ قلت : يؤخذ التمر فينقى وتلقى عليه القعوة قال : وما القعوة ؟ قلت : الزازي قال : وما الزازي ؟ قلت : حب يؤتي به من البصرة ( * ) يلقى في هذا النبيذ حتى يغلى ويسكن ثم يشرب قال : ذاك حرام .

وهذا آخر بحار الأنوار للعلامة المجلسي (27/323) .
ال : سمعت نحيبا من وراء الستر ، وقال : من قال هذا الشعر ؟ قلت : السيد بن محمد الحميري فقال : رحمه الله ، فقلت : إني رأيته يشرب النبيذ فقال : رحمه الله قلت : إنيرأيته يشرب النبيذ الرستاق قال : تعني الخمر ؟ قلت : نعم قال : رحمه الله ، وما ذلك على الله أن يغفر لمحب علي عليه السلام ( 1 ) . فهذا آخر وهو ممن إعتمد عليه وهو ثقة إلا أنه كان يشرب الخمر ولكن الله يغفر لمحب علي سبحان الله هل يغفر لله لمن كان خماراً يا رافضة ما هذا القول .  ومع ذلك لم يسلم أهل البيت من طعن الرافضة , فما قول الرافضة بأبناء الأئمة هنا .

بحار الأنوار للعلامة المجلسي (52/67) .
إكمال الدين : حدثنا أبو الأديان ( 1 ) قال : كنت أخدم الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام وأحمل كتبه إلى الأمصار فدخلت إليه في علته التي توفي فيها صلوات الله عليه ، فكتب معي كتبا وقال : تمضي بها إلى المدائن فإنك ستغيب خمسة عشر يوما فتدخل إلى سر من رأى يوم الخامس عشر ، وتسمع الواعية في داري وتجدني على المغتسل . قال أبو الأديان : فقلت : يا سيدي فإذا كان ذلك فمن ؟ قال : من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي فقلت : زدني فقال : من يصلي علي فهو القائم بعدي فقلت : زدني فقال : من أخبر بما في الهميان فهو القائم بعدي ، ثم منعتني هيبته أن أسأله ما في الهميان ، وخرجت بالكتب إلى المدائن وأخذت جواباتها ، ودخلت سر من رأى يوم الخامس عشر كما قال لي عليه السلام فإذا أنا بالواعية في داره وإذا أنا بجعفر بن علي أخيه بباب الدار ، والشيعة حوله يعزونه ، ويهنؤونه ، فقلت في نفسي : إن يكن هذا الامام ، فقد حالت ( 2 ) الإمامة لأني كنت أعرفه بشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ويلعب بالطنبور . فكيف من أهل البيت وإبن الحسن العسكري ماجن والعياذ بالله يشرب الخمر ويقامر ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..... !!!!

ونكتفي بهذا القدر مع إفراد موضوع في ذكرهم بالتفصيل بإذن الله , ويتبع بإذن الله تبارك وتعالى الكلام على شبهة الرافضة في ذكره ما ورد في كتب أهل الحق من الأخبار وما الرد عليه , وما قال علماء المسلمين في الكلام على ما ورد فيها سائل المولى عز وجل أن يجعل ما نكتبه سبباً لمغرفة ذنبنا وأن يهدينا إلي سواء السبيل والله الموفق .

روشيد الثقفي .

مصنف الصنعاني 6/77 .
عن صفية قالت : وجد عمر في بيت رجل من ثقيف خمرا ، وقد كان جلده في الخمر فحرق بيته ، وقال : ما اسمك ؟ قال : رويشد ، قال : بل أنت فويسق . قلتُ : في هذا الخبر إشادة صريحة في أن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهُ من أعدل الناس في حدود الله تبارك وتعالى , وفي أمره بالمعروف ونهي عن المنكر , ووضعه مخافة الله تبارك وتعالى نصب عينيه , فهذه فضيله له .

الحديث فيه إشارة لكفارة روشيد الثقفي , فإن الخبر أيضاً يثبت إقامة حدود الله تبارك وتعالى ففي الحديث [ جلدهُ ] فهذه كفارة فقد وجد في بيته الخمر , وقولهُ [ وجد في بيته] ليست قرينة على أن هذا يقدح في رويشد بل الأصل من وجدت في بيته يجلد ولكن هل إقامة الحد على رويشد هذا تكفيراً لوجود الخمر في بيتهِ , ثم ما يدفع الشبهة أكثر ان الصحابة رضي الله عنهم وأن الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم يقبل هذا [ حرقه لبيتهِ ] فما أشد حرص الفاروق على تطبيق حدود الله تبارك وتعالى , فإن كان هذا حديث في فهمهم يدل على شرب الخمر فتعس الجاهل .

تعجيل المنفعة (1/132) : " رويشد الثقفي أبو علاج الطائفي ثم المدني له إدراك وله قصة مع عمر بسبب بيعه الشراب قال بن أبي ذئب انا سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه ان عمر أمر باحراق بيت رويشد وكان يبيع فيه الشراب فنهاه عمر فلم ينته قال إبراهيم فلقد رأيت بيته يلتهب نارا كأنه جمرة " فهذا الخبر يدل على إقامة حدود الله تبارك وتعالى ومنع كل ما خالف النبي صلى الله عليه وسلم والدين الصحيح .

وفي الإصابة (2/500) : " رويشد بمعجمة مصغرا الثقفي صهر بني عدي بن نوفل بن عبد مناف ذكره عمر بن شبة في أخبار المدينة وأنه اتخذ دارا بالمدينة في جملة من اختط بها من بني عدي وله قصة مع عمر في شربه الخمر .

وروينا في نسخة إبراهيم بن سعد رواية كاتب الليث عنه عن أبيه قال أحرق عمر بن الخطاب رضي الله عنه بيت رويشد وكان حانوت شراب قال سعد بن إبراهيم عن أبيه إني لأنظر ذلك البيت يتلألأ كأنه جمرة وكذلك أخرجه الدولابي في الكنى من طريق عبد الله بن جعفر بن المسور عن سعد بن إبراهيم عن أبيه قال رأيت عمر أحرق بيت رويشد الثقفي حتى كأنه جمرة أو حممة وكان حانوتا يبيع فيه الخمر ورواه بن أبي ذئب عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف نحوه " . فلله وحده المشتكى ... !!

وفي نصب الراية (4/311) : " وقد ورد عن عمر أنه أحرق بيت خمار كما رواه بن سعد في الطبقات أخبرنا يزيد بن هارون أنبأ بن أبي ذئب عن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أبيه أن عمر حرق بيت رويشد الثقفي وكان حانوتا لشراب قال فقد رأيته يلتهب نارا ". ففي نص الحديث الذي نقله الرافضي قرينة قوية على أن الفاروق عمر بن الخطاب لم يقبل هذا وأقام عليه الحد فهذا الفعل كفارة لما فعله رويشد الثقفي , فهل بعد هذا يتكلم الرافضة فيما لا يعلمون .... !!! يتبع بحول الله تعالى وقوتهِ .[/


سمرة بن جندب .

مسند أحمد : اول مسند عمر – ج1 ص16.
165 - حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ عَمْرٍو عَنْ طَاوُسٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: ذُكِرَ لِعُمَرَ أَنَّ سَمُرَةَ وَقَالَ مَرَّةً بَلَغَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ سَمُرَةَ بَاعَ خَمْرًا قَالَ قَاتَلَ اللَّهُ سَمُرَةَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ الشُّحُومُ فَجَمَلُوهَا فَبَاعُوهَا . وللحديث طرق أخرى عند أهل الحديث رواية في الكتب وسأترفع عن ذكرها ولكن سأذكر شيئاً مما ورد في صحيح البخاري والرد على الخبر .

لا يذاب شحم الميتة ولا لا يباع ودكه – ج7 – ص464 .
- حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ قَالَ أَخْبَرَنِي طَاوُسٌ أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ بَلَغَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ: أَنَّ فُلَانًا بَاعَ خَمْرًا فَقَالَ قَاتَلَ اللَّهُ فُلَانًا أَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ حُرِّمَتْ عَلَيْهِمْ الشُّحُومُ فَجَمَلُوهَا فَبَاعُوهَا . فقد يسأل السائل لماذا الإمام البخاري قد أبهم " سمرة بن جندب " في الحديث , فما كان هذا من الإمام البخاري إلا تعظيماً لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , وإجلالاً لهم وتورعاً في ذكرهم لعدالتهم فقال " فلاناً " وليس في ذلك قدح في الإمام البخاري ولا في سمرة بن جندب , فهذا السبب في إبهام الإمام البخاري لأسمهِ .

هل جهل الرافضي أن للحديث طرق أخرى تبين أن سمرة بن جندب " لم يكن يعلم " بأن بيع الخمر حرام , بل كان يعلم ان شربه حرام ولم يكن يعلم بأن بيعه كذلك بل إن سمرة بن جندب كما في الخبر لم يشرب الخمر الذي بلغ الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن سمرة بن جندب يبيع الخمر فلعله لم يعرف أن سمرة بن جندب كان يعلم بحرمة بيع الخمر , وليس في ذلك إلا عذر لسمرة بن جندب عدم معرفته بتحريم بيعها .

وقول عمر ‏"‏ قاتل الله سمرة ‏"‏ لم يرد به ظاهره بل هي كلمة تقولها العرب عند إرادة الزجر فقالها في حقه تغليظا عليه، وفيه إقالة ذوي الهيآت زلاتهم لأن عمر اكتفى بتلك الكلمة عن مزيد عقوبة ونحوها، وفيه إبطال الحيل والوسائل إلى المحرم.وقوله : (( أنَّه بلغ عمر : أن سمرة باع خمرًا )) ، اختلف في كيفية بيع سمرة ـ رضى الله عنه ـ للخمر على ثلاثة أقوال : أحدها : أنه أخذها من أهل الكتاب عن قيمة الجزية فباعها منهم ، ظنًّا منه : أن ذلك جائز .والثاني : أن يكون باع العصير ممن يتخذه خمرًا ، والعصير يُسمَّى خمرًا ؛ كما قد سمي العنب به في قوله تعالى : { إني أراني أعصر خمرًا} ، والعصير يُسمي بذلك لأنه يؤول إلى الخمر .والثالث : أن يكون خلل الخمر وباعها خلاًّ . ولعل عمر كان يعتقد أن ذلك لا يحلِّلها ، كما قد ذهب إليه جماعة من أهل العلم على ما يأتي. فكيف يحمل الحمقى الرواية على أن سمرة بن جندب أراد أن يشرب الخمر أو شرب الخمر , فإن كان باعها فذلك فيه تأويل وتوضيح وإخراج البخاري له بلفظ فلاناً هو تعظيماً لهم . يتبع .

الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنهُ .

كتاب المجروحين 1/316 .
قال ابن حبان : سعيد بن ذي لعوة شيخ دجال يزعم أنه رأى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشرب المسكر ، روى عنه الشعبي ولم يرو في الدنيا إلا هذا الحديث وحديثا آخر لا يحل ذكره في الكتب ، ومن زعم أنه سعيد بن ذي حدان ، فقد وهم وكيف يشرب عمر بن الخطاب رحمه الله المسكر وهو الذي خطب الناس المدينة وقال في خطبته . سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : الخمر من خمسة أشياء والخمر ما خامر العقل ولم يكن عمر ممن كان يشربها في أول الاسلام حيث كان شربها حلالا بل حرمها على نفسه وقال لا أشرب شيئا يذهب عقلي . فهل صح هذا الخبر والله المستعان ..... !!!

قال إبن الجوزي في الموضوعات الكبرى .
(حديث موقوف) حُدِّثْتُ حُدِّثْتُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ فَنْجَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ حِفْنَسٍ ، حَدَّثَنَا أَسْلَمُ بْنُ جُنَادَةَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ ذِي لَعْوَةَ أَنَّهُ رَأَى عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَشْرَبُ الْمُسْكِرَ " . هَذَا كذب بلا شك . قَالَ أَبُو حاتم بْن حبان : سَعِيد بْن ذي لعوة شيخ دجال يزعم أَنَّهُ رأى عُمَر يشرب المسكر ، ومن زعم أَنَّهُ سَعِيد بْن ذي حدان فَقَدْ وَهُمْ . وقد جهله أبي حاتم والإمام البخاري وإبن المديني وهم أئمة العلل وأعلام الحديث , فيكفيك ضعفاً فيه تضعيفهم لهُ ... !!

زعم الرافضي أنه لا جرح مفسر فيه فقد كذب .

قال العقيلي في الضعفاء .
حَدَّثَنِي آدَمُ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْبُخَارِيَّ ، يَقُولُ : " سَعِيدُ بْنُ ذِي لَعْوَةَ ، عَنْ عُمَرَ فِي النَّبِيذِ " ، قَالَ الْبُخَارِيُّ : " يُخَالَفُ فِي حَدِيثِهِ ، لا يُعْرَفُ " فزعمه أن هذا ليس جرحاً مفسراً قولاً فارغ , لأن حديثاً لا يعرفه الإمام البخاري ليس بحديث وهكذا نص أهل العلم , والمحدثين ومن عاصر الإمام البخاري , بل هؤلاء الأعلام ضعفوه , والعجلي " متساهل " وثقه فالرجل ليس بالثقة أصلاً فكيف يوثقه هذا .. !! والأدهى من ذلك رد الغبي على إبن حبان في جرحهِ لهُ ولكن التعليق هذا لا يمكنُ أن يكون من عاقل , بل جاهل والله المستعان فكيف تعليق عاطفي لله المشتكى .. !!

وفي علل إبن المديني (2/34) : " - وسألت أبي عن حديث سعيد بن ذي لعوة أن أعرابيا شرب من أدواة عمر فسكر. قال سعيد مجهول لا أعلم روى عنه غير الشعبي وأبو إسحاق " وقال إبن المديني في العلل (1/27) : " سمع منه معتمر وروى أحاديث تشبه أحاديث الحسن " فهذا ليس تحسيناً لخبر روايته أنه رأى الفاروق عمر يشرب الخمر والله المستعان ..!!!

قال إبن عدي في الكامل : " سعيد بن ذي لعوة ثنا بن حماد ثنا عباس عن يحيى قال سعيد بن ذي لعوة ضعيف سمعت بن حماد يقول قال البخاري سعيد بن ذي لعوة يضعف حديثه وهو شيخ ما له كبير حديث قال الشيخ وسعيد بن ذي لعوة لا أعرف له من المسند إنما له عن عمر وعن غيره مقاطيع وانما يريد البخاري أن لا يسقط عليه اسم رجل روى عنه مسندا أو مقطوعا " فالرجل لا يقبل خبره وأعظم من ذلك ما قاله في حق الفاروق عمر بن الخطاب من أنه رأه يشرب الخمر والعياذ بالله , فقد ثبت ضعفهُ والحمد لله . يتبع ..



معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهُ .

مسند أحمد 5/347 – 22991 قال الأرنؤوط : إسناده قوي .
عبد الله بن بريدة قال : دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلسنا على الفرش ثم أتينا بالطعام فأكلنا ثم أتينا بالشراب فشرب معاوية ثم ناول أبي ثم قال ما شربته منذ حرمه رسول الله صلى الله عليه و سلم ثم قال معاوية كنت أجمل شباب قريش وأجوده ثغرا وما شيء كنت أجد له لذة كما كنت أجده وأنا شاب غير اللبن أو إنسان حسن الحديث يحدثني . قلتُ أجاب على هذه الشبهة فضيلة الشيخ عبد الرحمن الدمشقية نفع الله بعلمهِ , جزاهُ الله تبارك وتعالى عنا كل خير في شبكة الدفاع عن السنة .

رواه أحمد في (المسند5/347) ومن طريقه ابن عساكر (تاريخ دمشق27/127).
وهي رواية منكرة متنا كما حكم عليها بذلك الإمام أحمد نفسه « وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل عن أبيه قال وكيع يقولون سليمان أصحهما حديثا قال عبد الله قال أبي عبد الله بن بريدة الذي روى عنه حسين بن واقد ما أنكرها وأبو المنيب أيضا يقول كأنها من قبل هؤلاء» (تهذيب الكمال14/331).

وهذه الزيادة المشكلة في المتن والتي نجدها في مسند أحمد لا نجدها في مصنف ابن أبي شيبة وهي مروية عنده بنفس الطريق.
ولهذا نجد الهيثمي استغرابه من هذه النكارة في المتن (مجمع الزوائد 5/42).

وأما من حيث إسنادها فإنه بالرغم من تحسين البعض لها كالشيخ مقبل الوادعي (الصحيح المسند ص185).
ولكن في كلا السند المتن خطأ.
فإن في السند زيد بن الحباب وهو كما قال الشيخ الألباني « ضعيف. لم يوثقه غير ابن حبان» (معجم أسامي الرواة2/75 نقلا عن ضعيف الأدب المفرد77).

الحديث يرويه الحسين بن واقد ورواه عنه اثنان ابنه علي وزيد بن الحباب فرواه ابو زرعة الدمشقي في تاريخه 2/677 ومن طريقه ابن عساكر 27/127 من طريق علي بن الحسين عن أبيه حدثني عبد الله بن بريدة قال: دخلت مع أبي على معاوية.. انتهى.

الحديث فيه خطأ ظاهر ويمكن عزو الخطأ فيه إلى زيد بن الحباب فإنه صدوق كثير الخطأ.

أما من حيث السند فسند رجاله ثقات في الظاهر إلا أنه بهذا السياق معلول بل هو منكر إذ ليس بالإمكان أن يتفرد راو بحديث مرفوع من طبقة زيد بن الحباب ولو كان أوثق الناس فضلا عمن بعد ذلك. ولا سيما أن ابن الحسين بن واقد لم يرو الحديث المرفوع ولا رواه عن زيد بن أبي شيبة وأغلب الظن أن زيدا قد وهم فيه. وقد ذكرت له أوهام وكذلك شيخه.
وزيد بن الحباب من طبقة تابي التابعين. ولا يقبل تفرده عن معاوية لأنه مرفوع. ومن يقبل تفرده يشترط أن يكون تابعي التابعي من كبار الحفاظ إذا تفردوا مثل مالك وشعبة الثوري من واسعي الرواية وجبال الحفاظ.
أما بعد هذه الطبقة فلا يقبل تفرده أبدا بأي حديث مرفوع.

وقد اختل في زيد شرطان:
الأول: هو من الطبقة التي تلي تابعي التابعين.
الثاني: أنه ليس من جبال الحفاظ فضلا عن أنه من طبقة بعد أتباع التابعين. ناهيك عن أنه ثبت أنه مع ثقته كثير الأخطاء.
ومن الواضح أن سياق القصة هكذا ناقص. وهو محذوف الله أعلم به.

أما الرواية عند ابن أبي شيبة في المصنف فلا إشكال ولا خطأ فيها.
« حدثنا زيد بن الحباب عن الحسين بن واقد قال: حدثنا عبد الله بن بريدة قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا وأتى بشراب فشرب فقال معاوية ما شيء كنت استلذه وأنا شاب فآخذه اللبن إلا اللبن فإني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم والحديث الحسن» (11/94-9).

دراية الأثر:
قوله (ما شربته منذ..) هذا من كلام معاوية وليس من كلام عبد الله بن بريدة وهكذا جعله جميع الحفاظ في مسند معاوية مثل ابن كثير في جامع المسانيد والإمام أحمد في المسند في مسند معاوية.
وقوله (ما شربته) يعني المسكر. قلت: وهذا استطراد من معاوية لا علاقة له بما قبله وما بعده. مما يدل على سقوط كلام متعلق بالشراب المحرم.

ويستفاد من الخبر بيان إكرام معاوية لإخوانه الصحابة ووفادتهم عليه رضي الله عنهم أجمعين كما قصدت دفع الإيهام الذي قد يثيره بعض أهل الهوى ممن تنقلب الفضائل في مخيلتهم إلى مثالب وأطلت قليلا في هذا لأني وجدت بعض محدثي الرافضة النوكى يحرف معنى الخبر ويحمله ما لا يحتمل مما هو ومشايخه أولى به.
قال المعلق على المسند (38/26 طبعة الرسالة) « ولعله قال ذلك لما رأى من الكراهة والإنكار في وجه بريدة. لظنه أنه شراب محرم. والله أعلم.
قلت: هذا تجويز من قائله ولم يرد في شيء من مصادر الخبر نقل كراهية بريدة أو إنكاره فضلا عن رده وامتناعه عما ناوله معاوية. ولو كان بريدة رضي الله عنه يظن ذلك لما جلس هذا المجلس ولنقل ابنه استفهامه على أقل تقدير. وقد قال رسول الله  « من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يجلس على مائدة يدار عليها الخمر».

ثم إن مما يتبادر للذهن أن الشراب هو اللبن بدليل أن معاوية في سنه هذه لا يفضل عليه غيره كما في آخر الخبر. والله أعلم
ولا يعقل أن لا تتضمن الرواية عدم كرهية بريدة أو إنكاره ذلك لو خمرا كما يزعمون. وإن آخر ما يمكن أن يفهم هو أن معاوية شرب الخمر. كيف وهو ينص في الخبر ذاته على أنه لم يشربها قط منذ أن حرمها رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومعاوية هو راو حديث جلد الشارب ثلاثا ثم قتله في الرابعة.
ومن شدته في مسألة المسكر أنه أمر بقتل السكران إذا قتل مع أن بعضهم لا يوقعه.

والإشكال هو أن معاوية لما ناول بريدة الشراب، قال: ما شربته منذ حرمه النبي.
فظن بعضهم أن الضمير هنا يعود على الشراب الذي ناوله لبريدة وهذا غلط شديد جدا لأن الضمير هنا لا يعود على ذلك الشراب بل هو ضمير في مكان شيء ظاهر يقول فيه النحويون: أضمر في مقام الإظهار أي أنه جاء بالضمير عوض أن يأتي بالاسم الظاهر، والعرب تستعمل هذا كثيرا، إذا أرادت أن تتكلم عن شيء تستشنعه وتستقذره وتستحيي من التلفظ به، تأتي بالضمير ولا تأتي بالظاهر وهذا من جمال لغة العرب.

وضع معاوية الشراب في يد بريدة ثم قال: ما شربته، أي الخمر منذ حرمه النبي وكان حقه أن يقول: ما شربت الخمر منذ حرمه النبي ولكنه جاء بالضمير عوض الظاهر استشناعا للنطق باسم الخمر.

وهذا دليل على فضله ومبالغته في التحرز من الخمر فالذي يستشنع مجرد النطق باسم الخمر، كيف يشربه؟
وقد ابلغ في الغلط من تصور أن الضمير في قوله (ما شربته) يرجع إلى الشراب الذي بين أيديهم.

ويقال هنا: كيف ذكر الخمر؟ وما وجه الحديث عنه؟
فالجواب: أن هذا من باب الاستطراد وهذا جار على عادة العرب
فالاستطراد: هو ذكر الشيء في غير محله لمناسبة داعية إلى ذلك.

مثاله : أن النبي سئل عن طهارة ماء البحر فأجاب عن ذلك، واستطرد لذكر حكم الميتة التي لم يسأل عنها. وهذا من الاستطراد المحمود. ولذلك يقولون: الشيء بالشيء يذكر.
فمعاوية لما رأى شرابا على مائدته، ذكره ذلك بالشراب الذي كانوا عليه في الجاهلية لا يفارق موائدهم ألا وهو الخمر وكيف أنهم استبدلوه باللبن فالمناسبة قوية للغاية

وهذا هو الدليل من (مصنف ابن أبي شيبة6/188):
30560حدثنا زيد بن الحباب عن حسين بن واقد قال حدثنا عبد الله بن بريدة قال قال دخلت أنا وأبي على معاوية فأجلس أبي على السرير وأتى بالطعام فأطعمنا وأتى بشراب فشرب فقال معاوية ما شيء وأنا شاب فآخذه اليوم إلا اللبن فأني آخذه كما كنت آخذه قبل اليوم والحديث الحسن
هذه الرواية لا تترك شكا لأحد. فإن معاوية يقول إنه لا يشرب في يومه ذاك إلا اللبن. فالشراب كان لبنا لا غير. فلو نظر الناظر في الروايتين، تبين له صدق ما قلت.



الوليد بن عقبة رضي الله تعالى عنهُ .

تم الرد على هذه الشبهة في هذا الرابط .
شبهة شرب [ الوليد بن عقبة ] للخمر عرض ونقد


أبو حنيفة النعمان رحمه الله تعالى .


لسنة 1/207 – 321 قال القحطاني : إسناده صحيح .
عن أبي عوانة قال : سئل أبو حنيفة عن الاشربة فما سئل عن شيء إلا قال لا بأس به ، وسئل عن المسكر فقال : حلال . فلا بد من توجيه الخبر فهل هناك جهل أكثر من هذا عند الرافضة نسأل الله تعالى العافية , أعوذٌ بالله من الخذلان المبين .

يقول شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله تعالى في بيان المسكر : " أما الأشربة المسكرة، فمذهب جمهور علماء المسلمين من الصحابة والتابعين لهم بإحسان وسائر العلماء أن كل مسكر خمر، وكل خمر حرام، وما أسكر كثيره فقليله حرام‏.‏ وهذا مذهب مالك وأصحابه، والشافعي وأصحابه، وأحمد بن حنبل وأصحابه، وهو أحد القولين في مذهب أبي حنيفة، وهو اختيار محمد بن الحسن صاحب أبي حنيفة، واختيار طائفة من المشايخ ـ مثل أبي الليث السمرقندي، وغيره ـ وهذا قول الأوزاعي وأصحابه، والليث بن سعد وأصحابه، وإسحاق بن راهويه وأصحابه، وداود بن على وأصحابه وأبي ثور وأصحابه، وابن جرير الطبري وأصحابه ـ وغير هؤلاء من علماء المسلمين وأئمة الدين‏.‏

وذهب طائفة من العلماء من أهل الكوفة كالنخعي والشعبي وأبي حنيفة وشريك وغيرهم إلى أن ما أسكر من غير الشجرتين ـ النخل والعنب ـ كنبيذ الحنطة والشعير والذرة والعسل، ولبن الخيل وغير ذلك، فإنما يحرم /منه القدر الذي يسكر‏.‏ وأما القليل الذي لا يسكر فلا يحرم‏.‏ وأما عصير العنب إذا غلا واشتد وقذف بالزبد فهو خمر يحرم قليله وكثيره بإجماع المسلمين‏.‏ فعسى يفهم الرافضة توجيه القصة بالطريقة الصائبة كما وجهها شيخ الإسلام إبن تيمية رضي الله تعالى عنه في تعريف المسكر والكلام عليه ...

وأصحاب القول الثاني قالوا‏:‏ لا يسمى خمرًا إلا ما كان من العنب‏.‏ وقالوا‏:‏ إن نبيذ التمر والزبيب إذا كان نيا مسكرًا حرِّم قليله وكثيره ولا يسمي خمرًا، فإن طبخ أدني طبخ حل‏.‏ وأما عصير العنب إذا طبخ وهو مسكر لم يحل، إلا أن يذهب ثلثاه، ويبقي ثلثه‏.‏ فأما بعد أن يصير خمرًا فلا يحل وإن طبخ إذا كان مسكرًا بلا نزاع‏.‏ والقول الأول الذي عليه جمهور علماء المسلمين هو الصحيح الذي يدل عليه الكتاب والسـنة والاعتبار، فـإن الله ـ تعالى ـ قـال في كتابـه‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلاَمُ رِجْسٌ مِّنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ‏}‏ْ ‏[‏المائدة‏:‏ 90‏:‏91‏]‏‏.‏

واسم الخمر في لغة العرب الذين خوطبوا بالقرآن كان يتناول المسكر من التمر وغيره، ولا يختص بالمسكر من العنب، فإنه قد ثبت بالنقول الصحيحة أن الخمر لما حرمت بالمدينة النبوية وكان تحريمها بعد غزوة أحد في السنة الثالثة من الهجرة، لم يكن من عصير العنب شيء، فإن المدينة ليس فيها /شجر عنب، وإنما كانت خمرهم من التمر‏.‏ فلما حرمها الله عليهم أراقوها بأمر النبي صلى الله عليه وسلم بل وكسروا أوعيتها، وشقوا ظروفها، وكانوا يسمونها خمرًا‏.‏ فعلم أن اسم الخمر في كتاب الله عام لا يختص بعصير العنب‏.‏ وإستدلوا بذلك على ... !!

فروى البخاري في صحيحه عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال‏:‏ نزل تحريم الخمر وإن بالمدينة يومئذ لخمسة أشربة، ما منها شراب العنب‏.‏ وفي الصحيحين عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال‏:‏ إن الخمر حرمت يومئذ من البسر والتمر‏.‏ وفي لفظ لمسلم‏:‏ لقد أنزل الله هذه الآية التي حرم فيها الخمر، وما بالمدينة شراب إلا من تمر وبسر‏.‏ وفي لفظ للبخاري‏:‏ وحرمت علينا حين حرمت وما نجد خمر الأعناب إلا قليلاً، وعامة خمرنا البسر والتمر‏.‏ وفي الصحيحين عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال‏:‏ كنت أسقي أبا عبيدة وأبي بن كعب من فريخ زهو وتمر فجاءهم آتٍ، فقال‏:‏ إن الخمر قد حرمت، فقال أبو طلحة‏:‏ يا أنس، قم إلى هذه الجرار فَأَهْرِقْهَا، فأهرقتها‏.‏

وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ـ رضي الله عنهم ـ‏:‏ أن الخمر يكون من الحنطة والشعير، كما يكون من العنب، ففي الصحيحين عن ابن عمر أن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ قال على منبر النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أما بعد، أيها الناس، إنه نزل تحريم الخمر وهي من خمسة‏:‏ من العنب، والتمر، /والعسل، والحنطة، والشعير، والخمر ما خامر العقل‏.‏ وروى أهل السنن أبو داود والترمذي وابن ماجه عن النعمان بن بشير قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن من الحنطة خمرًا، ومن الشعير خمرًا، ومن الزبيب خمرًا، ومن التمر خمرًا، ومن العسل خمرًا‏)‏، زاد أبوداود‏:‏ ‏(‏وأنا أنهي عن كل مسكر‏)‏‏ وأما القول الثاني أيها الرافضة إستدلوا بهِ على .

وقد استفاضت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم بأن كل مسكر خمر، وهو حرام، كما في الصحيحين عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت‏:‏

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البتع، وهو نبيذ العسل، وكان أهل اليمن يشربونه، فقال‏:‏ ‏(‏كل شراب أسكر فهو حرام‏)‏، وفي الصحيحين ـ عن أبي موسي الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال‏:‏ قلت‏:‏ يا رسول الله، أفتنا في شرابين كنا نصنعهما باليمن‏:‏ البتع، وهو من العسل ينبذ حتي يشتد قال‏:‏ فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أعطي جوامع الكلم بخواتيمه فقال‏:‏ ‏(‏كل مسكر حرام‏)‏‏.‏ وفي صحيح مسلم عن جابر أن رجلاً من حبشان، وحبشان من اليمن سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن شراب يشربونه بأراضيهم من الذرة يقال له‏:‏ المزر، فقال‏:‏ ‏(‏أمسكر هو‏؟‏‏)‏‏.‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ قال‏:‏ ‏(‏كل مسكر حرام، إن على الله عهدًا لمن يشرب المسكر أن يسقيه من طينة الخبال‏)‏‏.‏ قالوا‏:‏ يارسول الله، وما طينة الخبال‏؟‏ قال‏:‏ ‏(‏عرق أهل النار، أو عصارة أهل النار‏)‏‏.‏ وفي صحيح مسلم وغيره عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ‏:‏ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏كل مسكر خمر، وكل مسكر حرام‏)‏‏.‏ وفي رواية له‏:‏ ‏(‏كل مسكر خمر، وكل خمر /حرام‏)‏‏.‏ وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏(‏ما أسكر كثيره فقليله حرام‏)‏ رواه ابن ماجه، والدارقطني، وصححه، وقد روي أهل السنن مثله من حديث جابر ومن حديث عمرو بن شعيب عن أبيه، عن جده‏.‏ والأحاديث كثيرة صحيحة في هذا الباب‏.‏

ولكن عذر من خالفها من أهل العلم أنها لم تبلغهم، وسمعوا أن من الصحابة من شرب النبيذ، وبلغتهم في ذلك آثار، فظنوا أن الذي شربوه كان مسكرًا، وإنما كان الذي تنازع فيه الصحابة هو ما نبذ في الأوعية الصلبة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهي عن الانتباذ في الدباء، وهو القرع، وفي الحنتم وهو ما يصنع من التراب من الفخار، ونهي عن النقير وهو الخشب الذي ينقر، ونهي عن المزفت، وهو الظرف المزفت، وأمرهم أن ينتبذوا في الظروف الموكاة، وهو أن ينقع التمر أو الزبيب في الماء حتي يحلو، فيشرب حلوًا قبل أن يشتد، فهذا حلال باتفاق المسلمين‏.‏ ونهاهم أن ينتبذوا هذا النبيذ الحلال في تلك الأوعية؛ لأن الشدة تدب في الشراب شيئًا فشيئًا، فيشربه المسلم وهو لا يدري أنه قد اشتد، فيكون قد شرب محرمًا، وأمرهم أن ينتبذوا في الظرف الذي يربطون فمه؛ لأنه إن اشتد الشراب انشق الظرف فلا يشربون مسكرًا‏.‏

والنهي عن نبيذ الأوعية القوية فيه أحاديث كثيرة مستفيضة‏.‏ ثم روي عنه إباحة ذلك، كما في صحيح مسلم عن بريدة بن الحصيب، قال‏:‏ قال /رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏كنت نهيتكم عن الأشربة إلا في ظروف الأدم، فاشربوا في كل وعاء غير ألا تشربوا مسكرًا‏)‏‏.‏ وفي رواية‏:‏ ‏(‏نهيتكم عن الظروف، وإن ظرفًا لا يحل شيئًا ولا يحرمه، وكل مسكر حرام‏)‏، فمن الصحابة والتابعين من لم يثبت عنده النسخ فأخذ بالأحاديث الأول‏.‏ ومنهم من اعتقد صحة النسخ فأباح الانتباذ في كل وعاء، وهذا مذهب أبي حنيفة والشافعي‏.‏ والنهي عن بعض الأوعية قول مالك‏.‏ وعن أحمد روايتان‏.‏

فلما سمع طائفة من علماء الكوفة أن من السلف من شرب النبيذ ظنوا أنهم شربوا المسكر، فقال طائفة منهم ـ كالشافعي، والنخعي، وأبي حنيفة، وشريك، وابن أبي ليلي، وغيرهم ـ يحل ذلك، كما تقدم‏.‏ وهم في ذلك مجتهدون، قاصدون للحق، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر‏)‏‏.‏

وأما سائر العلماء فقالوا بتلك الأحاديث الصحيحة، وهذا هو الثابت عن الصحابة، وعليه دل القياس الجلي؛ فإن الله تعالى قال‏:‏ ‏{‏إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَن يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاء فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَن ذِكْرِ اللّهِ وَعَنِ الصَّلاَةِ فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ‏}‏ْ ‏[‏المائدة‏:‏ 91‏]‏، فإن المفسدة التي لأجلها حرم الله ـ سبحانه وتعالى ـ الخمر، هي أنها تصد عن ذكر الله، وعن الصلاة، وتوقع العداوة والبغضاء‏.‏ وهذا أمر تشترك فيه جميع المسكرات، لا فرق في ذلك بين مسكر ومسكر، /والله ـ سبحانه وتعالى ـ حرم القليل " أهـ .



الحافظ الثقة أبي بكر بن أبي شيبة .


تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (14/197) . 
قال يحيى ابن أكثم أنه لما صار إلى حفص بن غياث فتعشى عنده ، فأتى حفص بعس فشرب منه ، ثم ناوله أبا بكر بن أبي شيبة فشرب منه فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم فقال له : يا أبا بكر أيسكر كثيره ؟ قال : أي والله ! وقليله ، فلم يشرب .

قال الحافظ المزي في تهذيب الكمال (31/217) .
وقال سهل بن شاذويه، عن علي بن خشرم: أخبرني يحيى ابن أكثم، أنه صار إلى حفص بن غياث فتعشى عنده، فأتي حفص بعس (1)، فشرب منه، ثم ناوله أبا بكر بن أبي شيبة فشرب منه، فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم، فقال له: يا أبا بكر أيسكر كثيره ؟ قال: إي والله، وقليله. فلم يشرب . وهذا إسناد الخبر الذي أورده الرافضي في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي , فعل الصواب توجيه هذا الخبر إلي الصحيح .

قال المحقق في الحاشية . 
أهل الكوفة لهم أدلتهم القوية في إجازة نوع من الاشربة يستدلون بها، راجعها إن شئت في نصب الراية: 4 / 302 - 304 (*)

والخبر أخرجهُ إبن عساكر في تاريخ دمشق (64/68) 
) محمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق أنا أبو نصر أحمد بن محمد بن أحمد بن شجاع البخاري أنا خلف بن محمد الخيام نا سهل بن شاذويه قال سمعت عليا يعني ابن خشرم يقول أخبرني يحيى بن أكثم أنه صار إلى حفص بن غياث فتعشى عنده فأتى حفص بمس فشرب منه ثم ناوله أبا بكر بن أبي شيبة فشرب منه فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم فقال له يا أبا بكر أيسكر كثيره قال أي والله وقليله فلم يشرب . فالأول أوردهُ الرافضي بدون سند وهكذا ورد في تاريخ بغداد في ترجمة يحيى بن أكثم .

وفي إسناد إبن عساكر خلف بن صالح الخيام . 
قال الخليلي : كان له حفظ ومعرفة , وهو ضعيف جدا , روى متونا لا تعرف . سمعت الحاكم , وابن أبي زرعة يقولان : كتبنا عن الكثير , ونبرأ من عهدته . وهو الصواب والصحيح رواها الحافظ المزي في التهذيب عن سهل بن شاذويه الثقة , وقد رواهُ الخطيب البغدادي بنفس الإسناد كما رواه إبن عساكر في تاريخ دمشق وهذا ما أخرجه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد .

تاريخ بغداد للخطيب البغدادي : " أخبرنا احمد بن الحسين حدثنا محمد بن عبد الله بن بخيت الدقاق حدثنا أبو نصر احمد بن محمد بن احمد بن الحسين حدثنا البخاري حدثنا خلف بن محمد الخيام حدثنا سهل بن شاذويه قال سمعت عليا يعنى بن خشرم يقول أخبرني يحيى بن أكثم انه لما صار إلى حفص بن غياث فتعشى عنده فاتى حفص بعس فشرب منه ثم ناوله أبا بكر بن أبي شيبة فشرب منه فناوله أبو بكر يحيى بن أكثم فقال له يا أبا بكر ايسكر كثيره قال أي والله وقليله فلم يشرب " فلا يصح ولله الحمد والمنة .



إسماعيل بن علية رحمه الله تعالى .


تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (6/235) . 
قال عليا قلت لوكيع : رأيت ابن علية يشرب النبيذ حتى يحمل على الحمار ، يحتاج من يرده إلى منزله ! إذا رأيت البصري يشرب فاتهمه ، وإذا رأيت الكوفي يشرب فلا تتهمه . قلت : وكيف ؟ ! قال الكوفي يشرب تدينا ، والبصري يتركه تدينا .

قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : " وهذه حكاية غريبة ، ما علمنا أحدا غمز إسماعيل بشرب المسكر قط ، وقد انحرف بعض الحفاظ عنه بلا حجة ، حتى إن منصور بن سلمة الخزاعي تحدث مرة ، فسبقه لسانه ، فقال : حدثنا إسماعيل ابن عُلَيَّة ، ثم قال : لا ، ولا كرامة ، بل أردت زهيرا . وقال : ليس من قارف الذنب كمن لم يقارفه ، أنا والله استتبته . قلت : يشير إلى تلك الهفوة الصغيرة ، وهذا من الجرح المردود ، وقد اتفق علماء الأمة على الاحتجاج بإسماعيل بن إبراهيم العدل المأمون . وقد قال عبد الصمد بن يزيد مردويه : سمعت إسماعيل ابن عُلَيَّة يقول : القرآن كلام الله غير مخلوق " فالقصة غريبة لا يمكن الإعتماد عليها , في الكلام والطعن في إسماعيل بن علية , ولا أدري هل إطلع الرافضة على التنقيح لهذه القصص ..

إمام أهلِ السنة وكيع رحمه الله تعالى ورضي عنهُ .

سير أعلام النبلاء للحافظ الذهبي (9/143) .
قال الذهبي : فرضي الله عن وكيع ، وأين مثل وكيع ؟ ! ومع هذا فكان ملازما لشرب نبيذ الكوفة الذي يسكر الاكثار منه فكان متأولا في شربه ، ولو تركه تورعا ، لكان أولى به ، فإن من توقى الشبهات ، فقد استبرأ لدينه وعرضه ، وقد صح النهي والتحريم للنبيذ المذكور . فقد قال الحافظ الذهبي أن وكيع ما شربهُ إلا متأولاً , فرحم الله تعالى الإمام وكيع ...

النبيذ يطلق على الماء الذي تنبذ فيه الثمرة لإعطائه النكهة، وهو ما يسمى في زماننا (العصير) كعصير الفاكهة مثلاً فالعصير هو نبيذ بهذا المعنى، ورسول الله صلى الله عليه وسلم شرب نقيع التمر كما ثبت في صحيح البخاري فقد روى البخاري في صحيحه (ج5ص2125ر5275) من حديث سهل بن سعد أن أبا أسيد الساعدي دعا النبي صلى الله عليه وسلم لعرسه فكانت امرأته خادمهم يومئذٍ وهي العروس فقالت: هل تدرون ما أنقعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ أنقعت له تمرات من الليل في تور.

أما الخمر فهو الذي يُغلَى من عصير أو نبيذ العنب ليشتد فتصبح فيه نسب من الكحول فيخامر (يؤثر على) العقل فهذا هو الذي لا خلاف في تحريمه وفي الأمر تفصيل يراجع في كتب الفقه والله تعالى أعلم , النبيذ الذي يحرمه فقهاء سائر الأمصار كان يحله فقهاء الكوفة وكان هذا مما يأخذه عليهم فقهاء المدينة وغيرهم .

قلت : هذه عبادة يخضع لها ، ولكنها من مثل إمام من الأئمة الأثرية مفضولة ، فقد صح نهيه - عليه السلام - عن صوم الدهر وصح أنه نهى أن يقرأ القرآن في أقل من ثلاث والدين يسر ، ومتابعة السنة أولى ، فرضي الله عن وكيع ، وأين مثل وكيع ؟ ! ومع هذا فكان ملازما لشرب نبيذ الكوفة الذي يسكر الإكثار منه فكان متأولا في شربه ، ولو تركه تورعا ، لكان أولى به ، فإن من توقى الشبهات ، فقد استبرأ لدينه وعرضه وقد صح النهي والتحريم للنبيذ المذكور وليس هذا [ ص: 144 ] موضع هذه الأمور ، وكل أحد يؤخذ من قوله ويترك ، فلا قدوة في خطأ العالم ، نعم ، ولا يوبخ بما فعله باجتهاد ، نسأل الله المسامحة . رحم الله وكيع بن جراح ورضي عنه كان عابداً فقهياً ذكياً ورعاً والمتاول المجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فلهُ اجر .




العلاء العالم محمد بن عبد الحمدي السمرقندي .


لسان الميزان للحافظ إبن حجر (5/242) . 
قال السمعاني لقيته بسمرقند فلم يتفق لي ان اسمع منه لأنه كان مدمنا للخمر .

تاريخ الإسلام (28/89 ) 
قال العلاء العالم : ليس في الدنيا راحة إلا في شيئين : كتاب أطالعه ، وباطية خمر أشرب منها . فما التوجيه الصحيح لهذه الشبهة , وهل فهم الرافضة الصحيح منها ..!

جاء في أنساب السمعاني جزء الأول ص 156 . 
الأسمندي : بضم الألف وسكون السين المهملة وفتح الميم وسكون النون وفي آخرها الدال المهملة ، هذه النسبة إلى أسمند وهي قرية من قرى سمرقند ، منها أبو الفتح محمد بن عبد الحميد بن الحسين بن الحسن بن حمزة الأسمندي يعرف بالعلاء العالم من أهل سمرقند ، كان فقيها فاضلا ومناظرا فحلا ، تفقه على السيد الإمام أشرف العلوي ، وكانت له عبارة حسنة ، وصنف تصنيفا في الخلاف ، سمع أبا الحسن علي بن عمر الخراط ، لقيته بسمرقند غير مرة وقال لي : وردت مرو قاصدا إلى القاضي الأرسابندي ولم يكن حاضرا فحضرت درس والدك رحمه الله وعلقت عنه مسألة بيع اللحم بالشاة وانصرفت من مرو ، ولم أسمع منه شيئا من الحديث لأنه كان متظاهرا بشرب الخمر ، وسمع ولدي أبو المظفر منه أحاديث ، ولما وافى مرو منصرفا من الحجاز والحج ( والزيارة ) سنة ثلاث وخمسين قرأت عليه أحاديث بقرية سيد على طرف البرية . الغريب أن الرافضة لا تفقه ما في نصوص أهل العلم ... !!

محمد بن عبد الحميد السمرقندي الملقب بالعلاء العالم تركه أبو سعد بن السمعاني لإدمانه شرب الخمر فما روى عنه انتهى قال بن السمعاني كان فقيها فاضلا مناظرا بارعا تفقه على الإمام الأشرف وصنف تصنيفا في الخلاق وكان يملي التفسير لقيته بسمرقند فلم يتفق لي أن أسمع منه لأنه كان مدمنا للخمر ثم قدم علينا مرو فسمعت منه قال بن النجار سمعت بن حلسا يحكي ان العلاء العالم قال ليس في الدنيا راحة الا في كتاب اطالعه وباطية خمر أشرب منها ولد هذا في سنة ثمان وثمانين وأربع مائة وكان من فحول الفقهاء على مذهب أبي حنيفة رحمه الله ولعله تاب وقال بن الجوزي سمعت انه تنسك وترك المناظرة واشتغل بالخير الى أن مات سنة ثلاث وستين وخمس مائة . وقد وفق الله تعلى الأخ الكريم تقي الدين السني في الرد على هذا القول في موضوع الأخ الكريم الحوزوي وفقه الله تعالى للخير .

وتعجبني أمانة الحافظ إبن كثير حين رماهُ اهل الكذب والتدليس بالتدليس بلا دليل ولا حجة ولا ببرهان حين ترجم لهُ .

البداية والنهاية لابن كثير ج 12 - ص 317 .
محمد بن عبد الحميد ابن أبي الحسين أبو الفتح الرازي ، المعروف بالعلاء العالم ، وهو من أهل سمرقند ، وكان من الفحول في المناظرة ، وله طريقة في الخلاف والجدل ، يقال لها التعليقة العالمية . قال ابن الجوزي وقد قدم بغداد وحضر مجلسي ، وقال أبو سعد السمعاني : كان يدمن شرب الخمر . قال : وكان يقول : ليس في الدنيا أطيب من كتاب المناظرة وباطية من خمر أشرب منها . قال ابن الجوزي : ثم بلغني عنه أنه أقلع عن شرب الخمر والمناظرة وأقبل على النسك والخير .


الكاتب المجود الأوحد أبو علي حسن بن علي الجويني ، الأديب الشاعر ، ويعرف بابن اللعيبة .

أخرج الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء (21/233) .
قال العماد : حدثني سعد الكاتب بمصر ، قال : كان الجويني صديقي ، وكان يشرب الخمر ، فحدثني أنه كان يكتب مصحفا ، وبين يديه مجمرة وقنينة خمر ، ولم يكن بقربي ما أندي به الدواة ، فصببت من القنينة في الدواة ، وكتبت وجهة ، ونشفتها على المجمرة ، فصعدت شرارة أحرقت الخط دون بقية الورقة ، فرعبت ، وقمت ، وغسلت الدواة والأقلام ، وتبت إلى الله . مات سنة ست وثمانين وخمس مئة . الحافظ الذهبي لم يذكر فيه جرحاً ولا تعديلاً كان شاعراً ولم يكن راوياً ولا خلاف في أن الشعراء هم أهل الفصاحة فأمانة الحافظ الذهبي بينت ما كان يتميز بهِ من الشعر أبو علي الجويني , فلم يثبت عليه خبر ولا حديث والله تعالى المستعان .

فال المحقق في الحاشية : " (1) لم نجد هذا النص في المطبوع من (الخريدة) قسم شعراء العراق حين ترجم له العماد " فالخبر لم بجد في الخريدة أو في النص في المطبوع فلا يعتمدُ على مثل هذا الكلام , وهذا الصواب إن شاء الله تعالى . أهـ .





علي بن السراج المصري .

لسان الميزان للحافظ إبن حجر العسقلاني (4/230) .
علي بن السراج المصري حافظ متأخر متقن لكنه كان يشرب المسكر سمع أبا عمير بن النحاس الرملي ويوسف بن بحر وطبقتهما بمصر والشام والعراق وسكن بغداد وجمع وصنف روى عنه أبو بكر الإسماعيلي وأبو عمرو بن حمدان قال الدارقطني كان يحفظ الحديث وكان يشرب ويسكر قلت مات في سنة ثمان وخمسين وثلاث مائتين انتهى قال بن عساكر كان حافظا عالما بأيام الناس وقال محمد بن المظفر الحافظ رأيت علي بن السراج سكران علي ظهر رجل يحمله من ماخور قلت هذا ينبغي احتمال كونه كان يشرب النبيذ المختلف فيه !!! .. ما أشرنا إليه وهو أنه شرب النبيذ المختلف فيه , وهذا لا يقدح في عدالة الرواي الثقة علي .

قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : " إلا أن الدارقطني قال : كان يشرب ويسكر " وقد ذكر قول الإمام أبي الحسن الدارقطني في علي بن سراج أنه كان يشرب , وأول الحافظ إبن حجر هذا الي الصواب ووجهه إلي الصحيح وهو الصواب ما قاله إبن حجر .




نصر بن أحمد بن نصر .

271 - نصرك * هو: الحافظ، المجود، الماهر، الرحال، أبو محمد، نصر بن أحمد بن نصر، الكندي البغدادي، نصرك، نزيل بخاري.سمع: محمد بن بكار بن الريان، وعبد الاعلى بن حماد، وعبيد الله ابن عمر القواريري، وطبقتهم.حدث عنه: ابن عقدة الحافظ، وخلف بن محمد الخيام، وآخرون.جمع وخرج، وصنف المسند، وبرع في هذا الشأن.قال أبو الفضل السليماني: يقال: إنه كان أحفظ من صالح بن محمد جزرة، إلا أنه كان يتهم بشرب المسكر (1).قلت: قلما يوجد من علم هذا الرجل. توفي سنة ثلاث وتسعين ومئتين.. كتاب سير أعلام النبلاء ج13 ص538. قلتُ : لم يثبت هذا بسند صحيح .

مَعْبَدُ بْنُ جُمْعَةَ بْنِ حيد بْنِ مُعَانٍ .

قال في موضع آخر : سألت أبا زرعة مُحَمَّد بْن يُوسُف الكتبي عن أبي شافع معبد بْن جمعة ، فقال : وهو وضع كنيته واسمه ، واسم أبيه ، واسم جده ، واسم جد جده ، وكتب أحاديث مناكير ، ورحل إلى الشام قبل ابن عدي ، وأدرك مُحَمَّد بْن أيوب الرازي ، ومعبد كان يعرف بعبد الله بْن نصر السري الطبري رحمه الله تعالى . فنحنُ يا جهلة نتكلم عن الثقات الذين يشربون الخمر , وإن ثبت عليه هذا فقد ضعفهُ غير واحد من أهل العلم والعلماء بل تكلموا في روايتهِ ومنهم أبي زرعة .

قال الحافظ إبن حجر في لسان الميزان .
معبد بن جمعة أبو شافع: كذبه أبو زرعة الكشي.

فخر الدين يوسف ابن شيخ الشيوخ .

سير أعلام النبلاء ج23 ص100.
مولده بدمشق بعد الثمانين (1) وخمس مئة. وسمع من منصور الطبري، والشهاب الغزنوي. وحدث، وكان صدرا معظما عاقلا شجاعا مهيبا جوادا خليقا للامارة، غضب عليه السلطان نجم الدين سنة أربعين وسجنه ثلاث سنين، وقاسى شدائد، ثم أنعم عليه، وولاه نيابة المملكة، وكان يتناول المسكر .. أليس هناك فائدة لو ذكر الرافضة ترجمتهُ كاملة كما وردت في كتب الرجال , وقد ترجم لهُ الإمام الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في سير أعلام لنبلاء , وسير أعلام النبلاء لا يختصُ فقط برواة الحديث والمحدثين , بل بالأمراء والملوك والأعلام ولكن الرافضة لا يفقهون .

وهو أخو العماد والكمال اللذين مرت ترجمتهما الآن، انظر بشأن ترجمة المعين (الحسن بن شيخ الشيوخ محمد بن عمربن حمويه الجويني): مرآة الزمان 8 / 755 - 756، وصلة التكملة للحسيني الورقة 36، والعبر للذهبي: 5 / 175، ودول الاسلام للذهبي: 2 / 112، وتاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) الورقة 26، والبداية والنهاية: 13 / 171، والنجوم الزاهرة: 6 / 352، وشذرات الذهب: 5 / 218.

(1) في صلة التكملة: مولده سنة ست وثمانين وقيل سنة ثمان وثمانين وخمس مئة.
(* *) وهو أخو العماد والكمال والمعين الذين مرت ترجماتهم انظر بشان ترجمة الفخر: مرآة الزمان لسبط ابن الجوزي 8 / 776 - 778، وذيل الروضتين: 184، وصلة التكملة لوفيات النقلة للحسيني الورقة 58، وتاريخ الاسلام للذهبي (أيا صوفيا 3013) الورقة 83، والعبر: = [ * ] قيل: إنه لما قدم مع السلطان دمشق نزل في دار سامة، فدخل عليه الشيخ العماد ابن النحاس، فقال له: يا فخر الدين، إلى كم ما بعد هذا شئ ؟ فقال: يا عماد الدين والله لاسبقنك إلى الجنة، فصدق الله قوله إن شاء الله، واستشهد يوم وقعة المنصورة.ولما مات الصالح نهض بأعباء الامر، وأحسن، وأنفق في الجند . كان من الملوك ولم يكن من رواة الحديث وقولهُ كان يتناول المسكر والصحيح هو النبيذ وقد تقدم الكلام حول النبيذ في بداية هذا البحث .

صلاح الدين وبنوه .

أحبُ أن أبين أمر قال أحد الرافضة : " هؤلاء محدثي أهل السنة " فلا أدري متى أصبح الملوك محدثين , بل الصحيح أن سير أعلام النبلاء لم يقتصر على ترجمة المحدثين بل شمل الملوك والامراء , فترجم ليزيد بن معاوية ولم يكن يزيد بن معاوية رحمه الله تعالى من المحدثين بل من أمراء المسلمين , فكيف يخلط الرافضة بين المحدث والملك .

قال الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء : " صلاح الدين وبنوه * السلطان الكبير، الملك الناصر، صلاح الدين، أبو المظفر، يوسف ابن الامير نجم الدين أيوب بن شاذي بن مروان بن يعقوب، الدويني (2)، ثم التكريتي (3) المولد. وكان صلاح الدين شحنة دمشق ، فكان يشرب الخمر ، ثم تاب ، وكان محببا إلى نور الدين يلاعبه بالكرة " أي أن صلاح الدين تاب عن شرب الخمر كما أورد الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء وكان من الملوك ولم يكن من المحدثين .. !! فكيف يخلط الرافضة بين المحدث وبين الملك ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

يوسف بن أيوب .

سير أعلام النبلاء 23/358 - 257 .
سمعوا منه في حال الاستقامة ، فإنه كان يتناول المسكر . قلتُ : سمع منهُ في حال الإستقامة أي قبل شرب المسكر , والمسكر قد يحملُ مرادهُ على النبيذ الذي كان يشرب في ذلك الوقت , والله تعالى أعلى وأعلم بالصواب .

أبو محمد ، موسى بن المهدي محمد بن المنصور عبد الله بن محمد علي الهاشمي ، العباسي .

تاريخ الإسلام لشمس الدين الحافظ الذهبي (10/480) . 
قال الذهبي : كان يتناول المسكر ويلعب ، ويركب حمارا فارها ، ولا يقيم أبهة الخلافة ، وكان فصيحا قادرا على الكلام ، أدبيا ، تعلوه هيبة ، وله سطوة وشهامة .الخليفة أبو محمد موسى بن المهدي ، محمد بن المنصور عبد الله الهاشمي العباسي ، ولي عهد أبيه ، فلما مات أبوه ، تسلم الخلافة ، وكان بجرجان ، فأخذ له البيعة أخوه الرشيد ، وكان أبيض طويلا ، جسيما ، في شفته تقلص ، فوكل به في الصبا خادما ، كان كلما رآه يقلص شفته ، قال : موسى أطبق . فيفيق ، ويضم شفته . وعمل فيه مروان بن أبي حفصة قصيدة منها :


تشابه يوما بأسه ونواله فما أحد يدري لأيهما الفضل فأمر له بمائة ألف وثلاثين ألفا . وقيل : إنه قال لإبراهيم الموصلي : إن أطربتني ، فاحتكم . فأطربه ، فأعطاه سبع مائة ألف درهم . وكان يشرب المسكر ، وفيه ظلم وشهامة ولعب ، وربما ركب حمارا فارها ، وكان شجاعا ، فصيحا ، لسنا ، أديبا ، مهيبا ، عظيم السطوة . قال ابن حزم : كان سبب موته أنه دفع نديما له من جرف ، على أصول قصب قد قطع ، فتعلق به النديم ، فوقع معه ، فدخلت قصبة في دبره ، فكان ذلك سبب موته ، فهلكا جميعا

قلت : مات في شهر ربيع الآخر ، سنة سبعين ومائة وعمره ثلاث وعشرون سنة ، وكانت خلافته سنة وشهرا ، وقام بعده الرشيد ، وكان المهدي قد عزم على تقديم الرشيد في ولاية العهد ، وأن يؤخر الهادي فلما نفذ إلى الهادي فامتنع ، فطلبه ، فلم يأت ، فهم المهدي بالمضي إلى جرجان [ ص: 443 ] إليه ، فساق خلف صيد ، ففر إلى خربة ، وتبعه المهدي ، فدق ظهره بباب الخربة ، فانقطع ، وقيل : بل سم ، سقته سرية سما عملته لضرتها ، فمد يده إلى الطعام المسموم ، ففزعت ، ولم تخبره ، وكان لبئا ، فصاح : جوفي . وتلف بعد يوم وبعثوا بالخاتم والقضيب إلى الهادي ، فركب لوقته ، وقصد بغداد .

وكان كوالده في استئصال الزنادقة وتتبعهم ، فقتل عدة ، منهم : يعقوب بن الفضل بن عبد الرحمن بن العباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم ، وظهرت بنته حبلى منه ، أكرهها . وخرج على الهادي ، حسين بن علي بن حسن بن حسن الحسني بالمدينة ، المقتول في وقعة فخ ، بظاهر مكة ، وكان قليل الخير ، وعسكره أوباش ، وهلك الهادي فيما قيل : من قرحة . ويقال : سمته أمه الخيزران ، لما أجمع على قتل أخيه الرشيد ، وكانت متصرفة في الأمور إلى الغاية ، وكانت من [ ص: 444 ] مولدات المدينة ، فقال لها : لئن وقف ببابك أمير ، لأقتلنك ، أما لك مغزل يشغلك ، أو مصحف يذكرك ، أو سبحة فقامت لا تعقل غضبا ويقال : خلف سبعة بنين ، وكان مولده بالري . فالملوك والأمراء يصبرُ على ما يفعلون , ولم يكن الهادي من محدثينا نحنُ أهل السنة والجماعة والله المستعان .



الوليد بن يزيد .

قال الحافظ إبن كثير في البداية والنهاية في حال هذا الرجل .
كان هذا الرجل مجاهرا بالفواحش مصرا عليها ، منتهكا محارم الله ، عز وجل ، لا يتحاشى من معصية ، وربما اتهمه بعضهم بالزندقة والانحلال من الدين . فالله أعلم . لكن الذي يظهر أنه كان عاصيا شاعرا ماجنا متعاطيا للمعاصي ، لا يتحاشى بها من أحد ولا يستحي من أحد قبل أن يلي الخلافة وبعد أن ولي . وقد روي أن أخاه سليمان كان من جملة من سعى في قتله ، قال : أشهد - بعدا له - أنه كان شروبا للخمر ماجنا فاسقا ، ولقد أرادني على نفسي الفاسق .

وحكى المعافى بن زكريا ، عن ابن دريد ، عن أبي حاتم ، عن العتبي أن [ ص: 171 ] الوليد بن يزيد نظر إلى نصرانية من حسان نساء النصارى اسمها سفرى فأحبها ، فبعث إليها يراودها عن نفسها ، فأبت عليه ، فألح عليها ، وعشقها ، فلم تطاوعه ، فاتفق اجتماع النصارى في بعض كنائسهم لعيد لهم ، فذهب الوليد إلى بستان هناك ، فتنكر وأظهر أنه مصاب ، فخرج النساء من الكنيسة إلى البستان ، فرأينه فأحدقن به ، فجعل يكلم سفرى ويمازحها وتضاحكه ولا تعرفه ، حتى اشتفى من النظر إليها ، فلما انصرفت قيل لها : ويحك ! أتدرين من هذا الرجل ؟ فقالت : لا . فقيل لها : هو الوليد . فلما تحققت ذلك حنت عليه بعد ذلك ، وكانت عليه أحرص منه عليها . فقال الوليد في ذلك : أضحى فؤادك يا وليد عميدا صبا قديما للحسان صيودا من حب واضحة العوارض طفلة برزت لنا نحو الكنيسة عيدا ما زلت أرمقها بعيني وامق حتى بصرت بها تقبل عودا عود الصليب فويح نفسي من رأى منكم صليبا مثله معبودا فسألت ربي أن أكون مكانه وأكون في لهب الجحيم وقودا .

وقال فيها أيضا لما ظهر أمره ، وعلم بحاله الناس ، وقيل : إن هذا وقع قبل أن يلي الخلافة : ألا حبذا سفرى وإن قيل إنني كلفت بنصرانية تشرب الخمرا [ ص: 172 ] يهون علي أن نظل نهارنا إلى الليل لا أولى نصلي ولا عصرا قال القاضي أبو الفرج المعافى بن زكريا الجريري المعروف بابن طرار النهرواني ثم البغدادي بعد إيراده هذه الأبيات : للوليد في هذا النحو من الخلاعة والمجون وسخافة الدين ما يطول ذكره ، وقد ناقضناه في أشياء من منظوم شعره المتضمن ركيك ضلاله وكفره .

وروى ابن عساكر بسنده أن الوليد سمع بخمار صلف بالحيرة ، فقصده حتى شرب منه ثلاثة أرطال من الخمر وهو راكب على فرسه ، ومعه اثنان من أصحابه ، فلما انصرف أمر للخمار بخمسمائة دينار .

وقال القاضي أبو الفرج : أخبار الوليد كثيرة قد جمعها الأخباريون مجموعة ومفردة ، وقد جمعت شيئا من سيره وآثاره ، ومن شعره الذي ضمنه ما فجر به من خرقه وسفاهته ، وحمقه وهزله ، ومجونه وسخافة دينه ، وما صرح به من الإلحاد في القرآن العزيز ، والكفر بمن أنزله وأنزل عليه ، وقد عارضت شعره السخيف بشعر حصيف ، وباطله بحق نبيه شريف ، وتوخيت رضاء الله ، عز [ ص: 173 ] وجل ، واستيجاب مغفرته .

وقال أبو بكر بن أبي خيثمة : ثنا سليمان بن أبي شيخ ، ثنا صالح بن سليمان قال : أراد الوليد بن يزيد الحج ، وقال : أشرب فوق ظهر الكعبة . فهم قوم أن يفتكوا به إذا خرج ، فجاءوا إلى خالد بن عبد الله القسري فسألوه أن يكون معهم فأبى ، فقالوا له : فاكتم علينا . فقال : أما هذا فنعم . فجاء إلى الوليد فقال له : لا تخرج ، فإني أخاف عليك . فقال : ومن هؤلاء الذين تخافهم علي ؟ قال : لا أخبرك بهم . قال : إن لم تخبرني بهم بعثت بك إلى يوسف بن عمر . قال : وإن بعثت بي إلى يوسف . فبعثه إلى يوسف فعذبه حتى قتله . وذكر ابن جرير أنه لما امتنع أن يعلمه بهم سجنه ، ثم سلمه إلى يوسف بن عمر يستخلص منه أموال العراق فقتله . وقد قيل : إن يوسف لما وفد إلى الوليد اشترى منه خالد بن عبد الله القسري بخمسين ألف ألف يخلصها منه ، فما زال يعاقبه ، ويستخلص منه حتى قتله ، فغضب أهل اليمن من قتله ، وخرجوا على الوليد .

وقال الزبير بن بكار : حدثنا مصعب بن عبد الله قال : سمعت أبي يقول : [ ص: 174 ] كنت عند المهدي فذكر الوليد بن يزيد فقال رجل في المجلس : كان زنديقا . فقال المهدي : خلافة الله عنده أجل من أن يجعلها في زنديق . وقال أحمد بن عمير بن جوصاء الدمشقي : ثنا عبد الرحمن بن الحسن ، ثنا الوليد بن مسلم ، ثنا حصين بن الوليد عن الأزهري بن الوليد قال : سمعت أم الدرداء تقول : إذا قتل الخليفة الشاب من بني أمية بين الشام والعراق مظلوما ، لم تزل طاعة مستخفا بها ، ودم مسفوكا على وجه الأرض بغير حق . أما في حكاية قولهم أن إبن حجر إعتبره من الخلفاء الإثنى عشر فنقول .

و هؤلاء الخلفاء الاثني عشر (عند أهل السنة) هم كما في شرح العقيدة الطحاوية ...
للامام القاضي علي بن علي بن ابي العز رحمه الله تعالى... بتحقيق د /عبد الله التركي وشعيب الاناؤوط... طبعة مؤسسة الرسالة ما نصه :.. (..والاثنا عشر : الخلفاء الراشدون الاربعة ومعاوية وابنه يزيد وعبد الملك بن مروان وأولاده الاربعة وبينهم عمر بن عبد العزيز..) راجع : شرح العقيدة الطحاوية ص 736 . ليس في الحديث تزكية لهؤلاء الخلفاء والأمراء..! وهو لم يكفر ولم ينتقل عن الملة..! واهل السنة لايكفرون بالمعصية ولو كانت كبيرة..! لقوله تعالى :" إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء"

ومذهب اهل السنة والجماعة...هو: الصبر على جور الأئمة... وقد جاءت أحاديث كثيرة عن النبي صلى الله عليه وسلم تأمر بالصبر على جور الائمة وظلمهم ومنها: ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر فانه من فارق الجماعة شبراً فمات فميتة جاهلية" . هذا والله تعالى أعلى وأعلم بالصواب إن شاء الله تعالى.



عبيد الله بن علي بن أبي يعلى الفراء الحنبلي .

لسان الميزان للحافظ إبن حجر العسقلاني (4/109) .
219 عبيد الله بن علي بن أبي يعلى الفراء الحنبلي سمع أبوه الكثير من بن منصور صلى الله عليه و سلم بن خيرون وأبى منصور القزاز وغيرهما وطلب بنفسه وبالغ وحصل الأصول قال بن الدبيثي اسقط القاضي بن الدامغاني شهادته لما يرتكب من الخداعة وتناول ما لا يجوز وكان أبوه اسمعه الكثير وطلب بنفسه وكانت داره مجمع الحديث وقال بن النجار كان لطيفا حسن الأخلاق وقال بن القطيعي كان عدلا في روايته ضعيفا في شهادته مات سنة خمس وثمانين وخمس مائة . فهذا ما نقله الرافضة , والغريب أن الرد في نفس النص الذي نقلوهُ فلا حول ولا قوة إلا بالله .


الأحمد في الذب عن مسند أحمد رداً على [ الظافر ] في مناظرة الشيخ [ سعد الحميد ]


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلي يوم الدين ولعن الله أعداءهم يوم الدين .

بداية غير موفقة حين قلت " هذا الأثري " فهذا لا يقبل منك إن كنت تسمي نفسك محاوراً علمياً , فلله المشتكى وكنت أنا وافقت على طلبك في الحوار في مسند الإمام أحمد بن حنبل , وكان شرطي أن تتحلى بالأخلاق والعلمية في الحوار وهذا ما يدفعنا لأكمال الحوار أما إن خالفت الشرط الذي كنت قد طرحته عليك فإن النقاش معك لا قيمة لهُ وهذا تنبيهي .

أما سند المسند قال السيوطي في تدريب الراوي : " أما الكتاب المشهور الغني بشهرته عن اعتبار الإسناد منا إلى مصنفه كالمسانيد والسنن ، مما لا يحتاج في صحة نسبتها إلى مؤلفها إلى اعتبار إسناد معين ، فإن المصنف منهم إذا روى حديثا ، ووجدت الشرائط فيه مجموعة ، ولم يطلع المحدث المتقن المطلع فيه على علة لم يمتنع الحكم بصحته ، ولو لم ينص عليها أحد من المتقدمين .

قال : ثم ما اقتضاه كلامه من قبول التصحيح من المتقدمين ورده من المتأخرين ، قد يسلتزم رد ما هو صحيح ، وقبول ما ليس بصحيح ، فكم من حديث حكم بصحته إمام متقدم اطلع المتأخر فيه على علة قادحة تمنع من الحكم بصحته ، ولا سيما إن كان ذلك المتقدم ممن لا يرى التفرقة بين الصحيح والحسن ، كابن خزيمة وابن حبان .

قال : والعجب منه كيف يدعي تعميم الخلل في جميع الأسانيد المتأخرة ، ثم يقبل تصحيح المتقدم ، وذلك التصحيح إنما يتصل للمتأخر بالإسناد الذي يدعي فيه [ ص: 161 ] الخلل ، فإن كان ذلك الخلل مانعا من الحكم بصحة الإسناد ، فهو مانع من الحكم بقبول ذلك التصحيح ، وإن كان لا يؤثر في الإسناد في مثل ذلك لشهرة الكتاب ، كما يرشد إليه كلامه ، فكذلك لا يؤثر في الإسناد المعين الذي يتصل به رواية ذلك الكتاب إلى مؤلفه ، وينحصر النظر في مثل أسانيد ذلك المصنف منه فصاعدا ، لكن قد يقوي ما ذهب إليه ابن الصلاح بوجه آخر ، وهو ضعف نظر المتأخرين بالنسبة إلى المتقدمين " والغاية من الحديث أن الكتب المشهورة لا ينظر في إسنادها , أما أبي بكر القطيعي فروايتهُ عن إبن المذهب وروايته عن عبد الله بن أحمد بن حنبل فروايته مقبولة ما لم يجرحه أحد من اهل العلم , فإن كان للثقات رواية عنهم , ولم يجرحهم أحد فهو مقبول ما لم يجرحه أحد من أهل العلم والحديث .

فإن الأسانيد في الروايات يتكلم فيها ولكن إسناد رواية المحدثين الكتاب عن مؤلفهِ فهذا واضح جلي في ان قبولهم للخبر منهم , وهم على ذلك في أن روايته مقبولة لروايته عن الثقات وقبول أهل العلم لخبرهِ وتلقي الناس روايته بالقبول وهي التوثيق إلا قبول الناس لرواية الراوي , فإن كان قبلت روايته ولم يجرحه أحد فإن الخبر منه مقبول في رواية المسند عن مؤلفهِ , اما إن جرحه أحد فإن هذا فيه كلام , وكلاً من إبن المذهب والقطيعي ثقات , وروا الكتاب عن عبد الله بن أحمد بن حنبل وروى عنهما أكثر من ثقة , وبذلك ترتفع الجهالة عن الراوي برواية ثقة عنه قأكثر , وهنا روى عن أبي بكر القطيعي وإبن المذهب أكثر من راوٍ ثقات فهذا يرفع الإشكال عن سند المسند للإمام أحمد بن حنبل .

ولنا في هذا الباب ما ذكره ابن أبي حاتم: سألت أبي عن رواية الثقات عن رجل غير ثقه مما يقويه قال إذا كان معروفا بالضعف لم تقوه روايته عنه وإذا كان مجهولا نفعه رواية الثقة عنه. وقال أيضا: سألت أبا زرعة عن رواية الثقات عن رجل مما يقوى حديثه قال اى لعمرى قلت الكلبي روى عنه الثوري قال إنما ذلك إذا لم يتكلم فيه العلماء وكان الكلبي يتكلم فيه. وهذان النصان نقلهما ابن رجب في شرح العلل، لكي لا نكون اعتمدنا على النسخة محل الخلاف، فهذا نقل يعتمد عليه ابن رجب الحنبلي وهو غاية في الحفظ والمعرفة , فهذا يدل على أن خبر الراوي مقبول ما لم يرد فيه جرح لرواية الثقات عنهُ , فإن قال القائل أن أبي بكر القطيعي وإبن المذهب لم يرد فيهم توثيق فهذا محل نظر من لطاعن بالمسند فنقول .

وانظر لابن أبي مسرة، لو تأملت مروياته لعلمت أنه من كبار محدثي مكة، ولكن ترجمته عزيزة ولم يكد يوثقه أحد صراحة إلا ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وكانت عبارته فيه مقتضبة لا تدل على سعة رواية الرجل. ولكن تواريخ مكة ليست كثيرة كتواريخ العراقيين فقلة المصادر جعلت التعديل قليل، مع انعدام تصانيف الرجل وما وصلنا إنما رواياته عن مشايخه من المكيين كالحميدي مثلا.
ويحضرني فيما أظن ابن لؤلؤ من الطبقة التي تليه فليس فيه كبير تعديل. ولكن لكي لا نحيل على المفقود، فدفعنا الحجة بشهرة عين الرجل وكثرة روايته عن ابن أبي حاتم وقبول الناس لروايته والاعتماد عليها، وهل التوثيق إلا قبول الرواية والاعتماد عليها . فعسى أن يتفقه أيوب في قراءة ما نكتب في الذب عن مسند أحمد بن حنبل رضي الله تعالى عنه وألحقنا بهِ وبولده إلي جانب الصحابة والتابعين , فرضي الله تعالى عن صحابة خير المرسلين ورحم التابعين ورضي عنهم أجمعين .

مثالٌ على العلو في إسناد إبن المذهب والقُطيعي وقد ثبت رواية سند كتاب المسند للإمام أحمد بن حنبل عن خلقٍ كثير : " أخبرنا عبد الرحمن بن محمد الفقيه ، والمسلم بن محمد الكاتب كتابة ، قالا : أخبرنا حنبل بن عبد الله ، أخبرنا هبة الله بن الحصين ، أخبرنا أبو علي بن المذهب ، أخبرنا أحمد بن جعفر القطيعي ، حدثنا عبد الله بن أحمد ، حدثني أبي ، حدثنا ابن نمير ، حدثنا سفيان ، عن سمي ، عن النعمان بن أبي عياش ، عن أبي سعيد قال : قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : لا يَصُومُ عَبْدٌ يَوْمًا في سَبِيلِ اللهِ ، إلاَّ بَاعَدَ اللهُ بذلكَ اليومِ النَّارَ عن وَجْهِهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا وبه : حدثني أبي ، أخبرنا محمد بن جعفر ، عن ابن أبي عروبة ، عن قتادة ، عن طارق بن مرقع ، عن صفوان بن أمية : أنَّ رَجُلاً سرَقَ بُرْدَةً له، فَرَفَعَهُ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فأَمَرَ بِقَطْعِهِ ، فقال : يا رسول الله ! قد تَجَاوَزْتُ عنه. قال : فلولا كانَ هذا قبْلَ أن تَأْتِيَنِي به يا أبا وَهْبِ . فَقَطَعَهُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم . أخرجهما النسائي في "سننه" عن عبد الله بن أحمد ، فوقعا عاليين " فلا يمكن أن يقع الإشكال في رواية المسند .

ثم أشكل حول " ضعف " إبن المذهب والقطيعي والإجابة عند إبن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى قال الحافظ في اللسان (1/145) : " أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك أبو بكر القطيعي صدوق في نفسه مقبول تغير قليلا قال الخطيب لا أعلم أحدا ترك الاحتجاج به وقال الحاكم ثقة مأمون وقال أبو عمرو بن الصلاح خرف في آخر عمره متى كان لا يعرف شيئا مما يقرأ عليه ذكر هذا أبو الحسن بن الفرات قلت فهذا القول غلو وإسراف وقد كان أبو بكر أسند أهل زمانه مات في آخر سنة ثمان وستين وثلاث مائة وله خمس وتسعون سنة قال بن أبي الفوارس لم يكن في الحديث بذاك له في بعض مسند أحمد أصول فيها نظر وقال البرقاني غرقت قطعة من كتبه فنسخها من كتاب ذكروا أنه لم يكن سماعه فيه فغمزوه لأجل ذلك وإلا فهو ثقة وكنت شديد التنقير والتنفير عنه حتى تبين عندي أنه صدوق لا يشك في سماعه قال وسمعت أنه مجاب الدعوة قلت سمع الكديمي وبشر بن موسى انتهى وإنكار الذهبي على بن الفرات عجيب فإنه لم ينفرد بذلك فقد حكى الخطيب في ترجمة أحمد بن أحمد المسيبي يقول قدمت بغداد وأبو بكر بن مالك حي وكان مقصودنا درس الفقه والفرائض فقال لنا بن اللبان الفرضي لا تذهبوا إلى بن مالك فإنه قد ضعف واختل ومنعت ابني السماع منه قال فلم يذهب إليه قلت كان سماع أبي علي بن المذهب منه لمسند الإمام أحمد قبل اختلاطه أفاده شيخنا أبو الفضل بن الحسن والحكاية التي حكاها بن الصلاح عن بن الفرات قد ذكرها الخطيب في تاريخه عنه والعجب من الذهبي يرد قول بن الفرات ثم يقول في آخر ترجمة الحسن بن علي التميمي الراوي عن القطيعي ما سيأتي فليتأمل وقد سمع القطيعي من أبي مسلم الكجي وغيره ومن عبد الله بن أحمد مع المسند الزهد الكبير وتفرد بهما والآخر القطيعات الخمسة في نهاية العلو لأصحاب الفخر بن النجار بينهم وبينه في مدة أربع مائة سنة ونيف أربعة أنفس لا غير " .

وفي فتح المغيث (3/385) : " وبالجملة فسماع أبي علي للمسند منه قبل اختلاطه كما نقله شيخنا عن شيخه المصنف " , وللشيخ الألباني رحمه الله تعالى رسالة كاملة في الذب عن مسند الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى وهي كاملة وطيبة في بيان حقيقة رواية القُطيعي لمسند الإمام أحمد بن حنبل وقد تقدم فالقطيعي وثقهُ غير واحد من أهل العلم , وأما إبن المذهب : " وكان صاحبَ حديث وطلب ، وغيره أقوى منه ، وأمثل منه " ثم تكلم الرافضة في ما نقلهُ الحافظ إبن حجر في لسان الميزان والغريب أنهم تكلموا فيهِ بجهلٍ لم أعهد لهُ مثيلاً من قبل فلله العجب ما أكثر تراهات الرافضة . قول حول قول الذهبي " ليس بالمتقن " فيه مغالطة وهذا جهلٌ عظيم وسخافةُ عقل فقول الحافظ الذهبي ليس بالمغالطة بل المغالطة في عقل الرافضي إذ تكلم في كلام أهل الحديث بلا علم ولا دراية , ثم قال أن رواية الحراني ليست بشيء فيبقى الإشكال هذا ما لم يكن بالحسبان فقد أباد الرافضي بجهله كل من حولهُ , لا إله إلا الله ما هذا بعلمٍ والله إنما هذا جهل وطعن في مسند الإمام أحمد بن حنبل بلا دراية وإنما نقل عن من رد عليه الشيخ الألباني رحمه الله تعالى وهذا من جهل أهل الضلال , فرواية المسند للإمام أحمد بن حنبل لا يكون إلا عن الثقات , فلله العجب ...

ولنعرف أن الرجل ثقة برواية الثقات عنهُ فقد روى عنهُ : " قال الخطيب كتبت عنه ، وكان يروي عن القطيعي "مسند" أحمد بأسره ، وكان سماعه صحيحا إلا في أجزاء منه ، فإنه ألحق اسمه وكان يروي "الزهد" لأحمد ، ولم يكن له به أصل ، إنما كانت النسخة بخطه ، وليس هو محل الحجة .

وقد مرّ في ترجمة ابن غيلان أن الرشيدي استجاز أبا علي "مسند" الإمام أحمد ، فأبى أن يكتب له الإجازة إلا بعشرين دينارا -سامحه الله- وأما قول ابن نقطة : ولو كان ممن يلحق اسمه: لا شيء ، فإن إلحاق اسمه من باب نقل ما في بيته إلى النسخة ، لا من قبيل الكذب في ادعاء السَّماع ، وفي ذلك نزاع ، وما الرجل بمتَّهم " إنتهى كلام الحافظ الذهبي في ترجمة إبن المذهب في سير أعلام النبلاء , فلا يخفى على المطلع أن أحمد بن حنبل وعبد الله أحمد بن حنبل " ثقتان ثقتان " .

أما أبي بكر القطيعي : " قال ابن نقطة : هو شيخ صالح السماع ، صنف لبغداد " تاريخا " إلا أنه ما أظهره . قلت : وكان له أصول يروي منها ، وكان يتعاسر في الرواية .

حدث عنه ابن الدبيثي ، وابن النجار ، والسيف بن المجد ، والجمال الشريشي ، والعز الفاروثي ، والعلاء بن بلبان ، وأحمد بن محمد بن الكسار ، والفقيه سعيد بن أحمد الطيبي ، والمجد عبد العزيز بن الخليلي ، والشهاب الأبرقوهي ، والتاج الغرافي ، وآخرون . وبالإجازة القاضيان الخويي والحنبلي ، والفخر بن عساكر وابن عمه البهاء ، وسعد الدين بن سعد ، وعيسى المطعم ، وأحمد بن أبي طالب ، وأبو نصر بن الشيرازي . قلتُ : وهؤلاء جمعُ من الثقات المقبولين بل المعتبرين بالرواية والحديث . " فهذا في أبي بكر القطيعي , وإبن المذهب فكلاهما ثقات مالم يرد فيهم جرح مفسر وقلنا أنه تكلم في إبن المذهب ليس مقبولاً , أما ما رمي فيه أبي بكر القطيعي فهذا محل نظر لأن سماع القطيعي للمسند قبل الإختلاط , بل صنف الإمام العلامة الألباني رسالة كاملة في الذب عن مسند أحمد بن حنبل ورواية أبي بكر القطيعي , للمسند وأوضح فيها ما كان خفيفاً ولعلك تطلع عليها .

أما منهج الإمام أحمد بن حنبل .

أستغرب منك فهمك للنصوص العلمية بهذه الطريقة , فهل إشترط الإمام أحمد بن حنبل الصحة المطلقة في مسندهِ .. ؟ أم لم يشترطها .. ؟ هنا يقع الإشكال في رواية الإمام أحمد بن حنبل في المسند , هل كان له شرط في أن يخرج في المسند كل ما هو صحيح تعال لنعرف هذه المسألة وما الرد عليها سائل المولى عز وجل أن ييسر الكلام وان يجعله خفيفاً على عقولكم اللهم آمين .

يقول إبن حجر العسقلاني في لقول المسدد في الذب عن مسند الإمام أحمد (4) : " أما بعد فقد رأيت أن أذكر في هذه الأوراق ما حضرني من الكلام على الأحاديث التي زعم بعض أهل الحديث أنها موضوعة وهي في المسند الشهير للإمام الكبير أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل إمام أهل الحديث في القديم والحديث والمطلع على خفاياه المثير لخباياه عصبية مني لا تخل بدين ولا مروءة وحمية للسنة لا تعد بحمد الله من حمية الجاهلية بل هي ذب عن هذا المصنف العظيم الذي تلقته الأمة بالقبول والتكريم وجعله إمامهم حجة يرجع إليه ويعول عند الاختلاف عليه وقد قرأت في ذلك جزءا جمعه شيخنا الإمام العلامة حافظ عصره زين الدين عبد الرحيم بن الحسين العراقي تغمده الله بالرحمة والرضوان كتبته عنه. فهذا من كلام الإمام إبن حجر في القول المسدد ولنتابع كلامه حول القضية .

قد سألني بعض أصحابنا من مقلدي مذهب الإمام أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل رضى الله عنه في سنة خمسين وسبعمائة أو بعدها بيسير له أن أفرد ما وقع في مسند الإمام أحمد بن حنبل من الأحاديث التي قيل فيها إنها موضوعة فذكرت له أن الذي في المسند من هذا النوع أحاديث ذوات عدد ليست بالكثيرة ولم يتفق لي جمعها فلما قرأت المسند في سنة ستين وسبعمائة على الشيخ المسند علاء الدين أبي الحسن علي بن محمد بن صالح العرضي الأصل الدمشقي قدم علينا من الإسكندرية لسماع المسند عليه وقع في أثناء السماع كلام هل في المسند أحاديث ضعيفة أو كله صحيح فقلت إن فيه أحاديث ضعيفة كثيرة وإن فيه أحاديث يسيرة موضوعة فبلغني بعد ذلك أن بعض من ينتمي إلى مذهب الإمام أحمد أنكر هذا إنكارا شديدا من أن فيه شيئا موضوعا وعاب قائل هذا ونقل عن الشيخ تقي الدين ابن تيمية أن الذي وقع فيه من هذا هو من زيادات القطيعي لا من رواية الإمام أحمد ولا من رواية ابنه عبد الله عنه فحرضني قول هذا القائل على أن جمعت في هذه الأوراق ما وقع في المسند من رواية الإمام أحمد ومن رواية ابنه عبد الله مما قال فيه بعض أئمة هذا الشأن إنه موضوع وبعض هذه الأحاديث مما لم يوافق من ادعى وضعها على ذلك فأبينه مع سلوك الإنصاف فليس لنا بحمد الله غرض إلا في إظهار الحق وقد أوجب الله تعالى على من علم علما وإن قل أن يبينه ولا يكتمه .

قال ابن الجوزي فى صيد الخاطر 245-246 :
في مسند الإمام احمد كان قد سألني بعض أصحاب الحديث‏:‏ هل في مسند احمد ما ليس بصحيح فقلت‏:‏ نعم‏.‏ 
فعظم ذلك على جماعة ينسبون إلى المذهب فحملت أمرهم على انهم عوام وأهملت فكر ذلك‏.‏ 
وإذا بهم قد كتبوا فتاوي فكتب فيها جماعة من أهل خراسان منهم أبو العلاء الهمداني يعظمون هذا القول ويردونه ويقبحون قول من قاله‏.‏ 
فبقيت دهشاً متعجباً وقلت في نفسي‏:‏ واعجبا صار المنتسبون إلى العلم عامة أيضا.‏ 
وما ذاك إلا انهم سمعوا الحديث ولم يبحثوا عن صحيحة وسقيمه وظنوا أن من قال ما قلته قد تعرض للطعن فيما أخرجه احمد‏.‏ 
وليس كذلك فان الإمام احمد روى المشهور والجيد والرديء‏.‏ 
أليس هو القائل في حديث الوضوء بالنبيذ مجهول‏!‏‏.‏ 
ومن نظر في كتاب العلل الذي صنفه أبو بكر الخلال رأى أحاديث كثيرة كلها في المسند وقد طعن فيها احمد‏.‏ 
ونقلت من خط القاضي أبي يعلى محمد بن الحسين الفراء في مسالة النبيذ قال‏:‏ إنما روى احمد في مسنده ما اشتهر ولم يقصد الصحيح ولا السقيم‏.‏ 
ويدل على ذلك أن عبد الله قال قلت لأبى:‏ ما تقول في حديث ربعي بن حراس عن حذيفة قال‏:‏ الذي يرويه عبد العزيز بن أبي داود قلت‏:‏ نعم‏.‏ 
قال‏:‏ الأحاديث بخلافه‏.‏ 
قلت‏:‏ فقد ذكرته في المسند‏.‏ 
قال قصدت في المسند المشهور فلو أردت أن اقصد ما صح عندي لم أرد لهذا المسند إلا الشيء بعد الشيء اليسير‏.‏ 
ولكنك يا بني تعرف طريقتي في الحديث لست أخالف ما ضعف من الحديث إذا لم يكن في الباب شيء يدفعه‏.‏ 
قال القاضي - وقد اخبر عن نفسه - كيف طريقه في المسند فمن جعله اصلاً للصحة فقد خالفه وترك مقصده‏.‏ 
قلت‏:‏ قد غمني في هذا الزمان أن العلماء لتقصيرهم في العلم صاروا كالعامة وإذا مر بهم والبكاء ينبغي أن يكون على خساسة الهمم ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم‏.‏أ.هـ . قلتُ : الخلاصة أن الإمام أحمد بن حنبل لم يشترط الصحة المطلقة في مسندهِ , بل لم يشترطها كما هو معروف عند أهل العلم والحديث , فمسألة الأحاديث الموضوع قد ناقشها اهل العلم كما تبين لنا من التنقيب ...

قال ابن كثير فى اختصار علوم الحديث: " وَكَذَلِكَ يُوجَدُ فِي مُسْنَدِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ مِنَ اَلْأَسَانِيدِ وَالْمُتُونِ شَيْءٌ كَثِيرٌ مِمَّا يُوَازِي كَثِيرًا مِنْ أَحَادِيثِ مُسْلِمٍبَلْ وَالْبُخَارِيِّ أَيْضًاوَلَيْسَتْ عِنْدَهُمَا, وَلَا عِنْدَ أَحَدِهِمَا, بَلْ وَلَمْ يُخَرِّجْهُ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِ اَلْكُتُبِ اَلْأَرْبَعَةِ, وَهُمْ أَبُو دَاوُدَ, وَاَلتِّرْمِذِيُّ, وَالنَّسَائِيُّ, وَابْنُ مَاجَهْ .

وَأَمَّا قَوْلُ اَلْحَافِظِ أَبِي مُوسَى مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ اَلْمَدِينِيِّ عَنْ مُسْنَدِ اَلْإِمَامِ أَحْمَدَ إِنَّهُ صَحِيحٌ, فَقَوْلٌ ضَعِيفٌ, فَإِنَّ فِيهِ أَحَادِيثَ ضَعِيفَةً, بَلْ وَمَوْضُوعَةً, كَأَحَادِيثِ فَضَائِلِ مَرْوٍ, وَعَسْقَلَانَ, وَالْبَرْثِ اَلْأَحْمَرِ عِنْدَ حِمْصٍ, وَغَيْرِ ذَلِكَ, كَمَا قَدْ نَبَّهَ عَلَيْهِ طَائِفَةٌ مِنَ اَلْحُفَّاظِ . ثُمَّ إِنَّ اَلْإِمَامَ أَحْمَدَ قَدْ فَاتَهُ فِي كِتَابِهِ هَذَا -مَعَ أَنَّهُ لَا يُوَازِيهِ مُسْنَدٌ فِي كَثْرَتِهِ وَحُسْنِ سِيَاقَتِهِ- أَحَادِيثُ كَثِيرَةٌ جِدًّا, بَلْ قَدْ قِيلَ إِنَّهُ لَمْ يَقَعْ لَهُ جَمَاعَةٌ مِنْ اَلصَّحَابَةِ اَلَّذِينَ فِي اَلصَّحِيحَيْنِ قَرِيبًا مِنْ مِائَتَيْنِ " . لهذا طالب علم الحديث يعرف أن أهل الحديث قالوا بأن الإمام أحمد لم يشترط الصحة في مسنده فتأمل .

ويقول ( 4/61 ) : " وكل من عرف العلم يعلم أنه ليس كل حديث رواه أحمد في الفضائل ونحوه يقول إنه صحيح ، بل ولا كل حديث رواه في مسنده يقول إنه صحيح ، بل أحاديث مسنده هي التي رواها الناس عمن هو معروف عند الناس بالنقل ولم يظهر كذبه ، وقد يكون في بعضها علة تدل على أنه ضعيف بل باطل ، ولكن غالبها وجمهورها أحاديث جيدة يحتج بها وهي أجود من أحاديث سنن أبي داود ". هذا عليك لا لك في الكلام حول مسند الإمام أحمد بن حنبل , بل إن الإمام أحمد بن حنبل لم يشترط الصحة في مسندهِ بل كما قال الحافظ الذهبي أن الإمام أحمد إنفرد بتخريج أحاديث لم يكن لغيره أن خرجها في كتابه , بل بلغت درجة عالية من الصحة , ولكن لم يشترط الإمام أحد بن حنبل الصحة المطلقة في مسنده , وهذا ما عليه أهل العلم والحديث والغريب من الظافر الإصرار على الباطل بعد رد الشيخ سعد الحميد عليه في أكثر من موطن حول مسند الإمام أحمد بن حنبل ولا زلت مصراً على نقل كلام الظافر في مناظرته مع الشيخ المحدث سعد الحميد والله المستعان .

ويقول (4/27) : " وليس كل ما رواه أحمد في المسند وغيره يكون حجة عنده بل يروي ما رواه أهل العلم وشرطه في المسند أن لا يروي عن المعروفين بالكذب عنده وإن كان في ذلك ما هو ضعيف ، وشرطه في المسند مثل شرط أبي داود في سننه وأما كتب الفضائل فيروي ما سمعه من شيوخه سواء كان صحيحا أو ضعيفا فانه لم يقصد أن لا يروي في ذلك الا ما ثبت عنده ثم زاد ابن أحمد زيادات وزاد أبو بكر القطيعي زيادات وفي زيادات القطيعي أحاديث كثيرة موضوعة فظن ذلك الجاهل أن تلك من رواية أحمد وأنه رواها في المسند وهذا خطأ قبيح ". وقوله: " مثل شرط أبي داود " خطأ مطبعي ، صوابه " أمثل من شرط أبي داود " ، انظر " الأجوبة الفاضلة " للكنوي ص97 ، الطبعة الثالثة. وأما هذا الكلام فلا إشكال فيه بل الصواب هو أن الإمام أحمد أخرج احاديثاً لم يحكم بصحتها بل أن الإمام أحمد لم يشترط الصحة في مسنده مع العلم بأنه خرج ااحاديث غاية في الصحة ليست عند البخاري ومسلم رضي الله عنهم , بل إشتراط الصحة المطلقة من الشيخين معروف والصحيحن تلقيا بالقبول .

أما إحتجاجك بالكوثري فمتروك لأن الكوثري ليس بالعمدة , بل كان صاحب لسان سليط على العلماء وأهل العلم , فقوله هنا محل نظر بل لا يعتبر بما نقل عن الكوثري , وعليك بكتاب ذهبي العصر المعلمي التنكيل لما في تاديب الكوثري من أباطيل , يرد فيه على ما كان من الكوثري والله المستعان , فلم يكن من الكوثري أدباً في تعليقه على العلماء ومن هم أعلم منه والله المستعان .

فلا تستعجل الكلام حول كتاب السنة لعبد الله بن أحمد بن حنبل , فلننتهي مما بين يدينا .

كتبه العبد الفقير /
تقي الدين السني