إِنَّ دِينَ الرَّفضِ لم يَقُمْ أَسَاسَاً وَمُنذُ بِدَايَةِ ظُهُورِهِ، وَعَلَى مَرِّ الأزمَانِ وَحَتَّى أَيَّامِنَا هَذَهِ، إِلا لِغَرَضِ هَدْمِ الإِسْلامِ وَبَثِّ الفِتنَةِ وَالفُرقَةِ بَينَ المسلِمِينَ وَتقْوِيضِ دَولَةِ الإِسْلامِ، مِنْ خِلالِ مُحَارَبَةِ أَهلِ السُّنًّةِ وَالجَمَاعَةِ، أَعنِي بِهِمُ "الجَمَاعَةَ الأُولَى" التِي استَثنَاهَا الرَّسُولُ صَلى اللهُ عَليهِ وسَلمَ مِنَ الثَّلاثِ وَالسَّبعِينَ فِرقَةً بِالنَّجَاةِ مِنَ النَّارِ وَمَن سَارَ عَلى نَهجِهِمْ وَلَيسَ هَذَا كَلامَاً مُبَالغَاً أَو مُتَوَهَّمَاً وَلا هُوَ مُنكَرٌ مِنِ القَولِ وَزُورَاً بَل هَذَا مَا قَرَّرَهُ عُلَمَاءُ السَّلفِ وَالخَلفِ.
فَهُو مُخَطَّطٌ دُبِّرَ بِلَيلٍ لمْ يَقُمْ مِنَ الأَسَاسِ إِلا لِغَرَضِ هَدمِ الدِّينِ؛ مِنْ خِلالِ أَمرينِ هَامَّينِ:
الأَوَّلُ: التَّشكِيكُ فِي حَقِيقِةِ هَذَا الدِّينِ وَزَعْزَعِةِ العَقِيدَةِ، إِمَّا بِبَثِّ الشُبُهَاتِ عَلى مَذهَبِ أَهلِ الحَقِّ وَالتي تُشَكِّكُ في أُصُولِ هَذَا الدِّينِ وَتَصُدُّ عَنهُ بِالكُلِّيِّةِ، وَإِمَّا بِتَحرِيفِ كَثِيرٍ مِنْ أُصُولِهِ وَفُرُوعِهِ ليَكَونَ دِينَاً مَسخَاً.
وَالأَمرُ الثَّانِي: يَتَمَثَّلُ في الجَانِبِ السِّياسِيّ وَذَلكَ عَنْ طَريقِ زَعزَعْةِ أَركَانِ الدَّولةِ الإِسلامِيَّةِ مِنَ الدَّاخِلِ وَالخَارِجِ عَلى السَّوَاءِ، فَأَمَّا مِنَ الدَّاخِلِ فَمِنْ خِلالِ استِثَارَةِ الشَّعْبِ وَلا سِيَّمَا ضِعَافُ النُّفُوسِ وَأَصحَابُ المَطَامِعِ وَتَحرِيضَهُمْ عَلى الخُروجِ عَلى خَليفَةِ وَإِمَامَ المُسلِمِينَ أَو اغتِيالِهِ بَدَعَاوَى وَشُبُهَاتٍ بَاطِلةٍ أَوْ غَيرِ مُسَوَّغَةٍ، وَأَمَّا مِن الخَارِجِ فَمِنْ خِلالِ التَّعَاونِ مَعَ أَعدَاءِ الدِّينِ وَالتَّحَالفِ مَعَهُمْ، حَتَّى يَتَمَكَّنُوا مِن اسقَاطِ الدَّولةِ الإِسْلامِيَّةِ.
وَهَذَانِ الأَمرَانِ هُمَا المَنهَجُ وَالخُطَّةُ الأَسَاسَّيةُ التي قَامَ عَليهِمَا دِينُ الرَّفضِ مُنذُ بِدَايَةِ نَشأَتِهِ وَتَأسِيسِهِ عَلى يَدِ اليَهَودِيِّ المعرُوفِ عَبدُ الله بن سَبأَ الذي لم يَجِدْ أَفضَلَ وَلا أَجْدَى مِنَ التَّسَتِّرِ بِلِبِاسِ التَّشَيُّعِ وَالتَّشَيُّعِ بِحُبِّ آلِ البَيتِ بَعدَ أَنْ أَظهَرَ الإِسلامَ وَأَبطَنَ الكُفرَ وَالدَّسِيسَةَ لهَذَا الدِّينِ.
إِنّ الرَّفْضَ دِيْنٌ يَخْتَلِفُ تَمَاماً عَنِ الإِسْلامِ الذِيْ جَاءَ بـِهِ النّبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَ سَلّـم وَ لا يُمْكِنُ أَنْ يَلْتـَقِيَ مَعَهُ فِي كَثِيرٍ مِنَ الفُرُوعِ وَ الأُصُول، فَأصُول دِين الإمَامِيَة يَقوم عَلى الطَعنِ بـ الإسلَام، وَالتَروِيج لـ الشِرْك، فَهُوَ خَلِيطِ حِقْدِ وَ خُزَعْبلاتِ الفُرْسِ وَ تَضَالِيْلِ اليَهُودِ وَ ضَلالِ النَّصَارَى ليِتَناسَبَ مَعْ جَمِيْعِ أَصْحَابِ الدّيَانَاتِ المُعَادِيْنَ لأهْلِ الإِسْلام، مِن أصُول دِين الإمَامِيَة أنّ تَعتقَدِ أنَ فَاطِمَة -رضى اللهُ عنها- كُسِرَ ضلعُهَا، وَأسْقطَ جِنينُهَا، وُحُرِقَ بيتُهَا، وَهذا مِنَ الكَذِبِ المُحِضْ.
أنَ المُستفيد مِن هذهِ الخُرافَات هُم عُلمَاء الشِيعَة -أخ- [1]، فَهُم يسعَون جَاهِدين لـ شَحِن نِفوسِ عَوامِ الشِيعَة، وَبَثِّ هَذِه الخُزعبَلات، أحَدُ المُستَفِدين مِن هَذهِ الخُرفات هُوَ "مركز الأبحاث العقائدية" مَركَز شِيعي عَالِمي تَابِع لـ المَرجِع الأعَلى عَلي السيستاني، والذي يُشرِف عليه أحَد عُلماء الشيعة، يَتَميِّز هَذا المَركَز بـالكَذِب، التَزوير، التَعمَد فِي إضَلال عَوام ِ الشِيعة [2].أولاً:
بَعدَ عَجزِ الإمَامِية مِن إثبَات خُرافَة كسرِ الضِلع، أصبَح عَوام الِشيعَة فِي حَيرة، فَيسألُ سائِلْ لـِ مَركَزِ الأبحَاث العقائِديَة وَيقُول: "ما الدليل على صحة قضية كسر ضلع الزهراء (س) ؟"
مَركز الأبحَاث العَقائِدية: "إنّ الدليل على صحة قضية كسر ضلع الزهراء (سلام الله عليها) هو النصوص الكثيرة الواردة عن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ، نذكر لكم نموذجا منها :1- جاء في الاحتجاج :1/212 ، وفي مرآة العقول: 5/320 ، هذا الحديث: (فحالت فاطمة عليها السلام بين زوجها وبينهم عند باب البيت ، فضربها قنفذ بالسوط ... إلى أن قال: فأرسل أبو بكر إلى قنفذ لضربها ، فألجأها إلى عضادة باب بيتها ، فدفعها فكسر ضلعا من جنبها ، وألقت جنينا من بطنها)."
الـــــرد على الــــــــــــرواية الأولــى:أ- أقُول: إنَ المحترم الطَبرسي نَقلها عن سُليم بِن قيس، يقول الطَبرسي [الرواية طويلة، أضع سند الرواية والشاهد]: 

***تفريغ النص:
وفي رواية سليم بن قيس الهلالي عن سلمان الفارسي رضي الله عنه [3] ... وحالت فاطمة عليها السلام بين زوجها وبينهم عند باب البيت فضربها قنقذ بالسوط على عضدها، فبقى أثره في عضدها من ذلك مثل الدملوج من ضرب قنفذ اياها، فأرسل أبو بكر إلى قنفذ اضربها فالجأها إلى عضادة باب بيتها، فدفعها فكسر ضلعا من جنبها وألقت جنينا من بطنها [4]
ذَكَر المُحقق في الهَامِش ما نَصه:
أبو صادق سليم بن قيس الهلالي، كان من اصحاب علي عليه السلام، وكان هاربا من الحجاج لانه طلبه ليقتله فجلا إلى ابان بن عياش، فآاه فلما حضرته الوفاة قال لأبان " ان لك علي حقا وقد حضرتني الوفاة يابن اخى انه كان من امر رسول الله كيت وكيت " واعطاه كتابا وهو كتاب سليم بن قيس الهلالي المشهور ورواه عنه - ابان بن عياش: الفهرست للطوسي 81 [5].
أقول: تَعمد مركز الأبحاث العقائدية بَتِر المَصدر الأصلي، لأن الطبرسي نقلها عن كتاب سليم بن قيس، وكتاب سُليم موضوع، لا تصح نسبته لـ سليم بن قيس.
الرواية من كتاب سليم بن قيس [الرواية طويلة، أضع السند وموضع الشاهد]:
وعن أبان بن أبي عياش عن سليم بن قيس قال: سمعت سلمان الفارسي [6] .. وحالت بينهم وبينه فاطمة عليها السلام عند باب البيت، فضربها قنفذ الملعون بالسوط فماتت حين ماتت وإن في عضدها كمثل الدملج من ضربته، لعنه الله ولعن من بعث به. [7]
أقول: كما تبيِّن أن الطبرسي نقلها عن كتاب سليم بن قيس، [مع بعض التحريفات]
أقول: لا تصح نسبة كتاب سليم بن قيس لـ لسليم، فهو كتاب موضوع [مكذوب] والذي كذبه على سُليم، هو المحترم آبان بن أبي عياش، وآبان بن أبي عياش كذاب، متروك، لا يُلتفت إليه، ضعيف.
كتاب سُليم بن قيس مَـــوضــــوع:
يقول إبن داوود الحلي في رجاله: 226 - سليم بن قيس الهلالي ى، ن، سين، ين (جخ) ينسب إليه الكتاب المشهور وهو موضوع بدليل أنه قال: إن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند موته. وقال فيه: إن الائمة ثلاثة عشر مع زيد. وأسانيده مختلفة (غض): لم يروعنه إلا أبان بن أبي عياش وفي الكتاب مناكير مشتهرة، وما أظنه إلا موضوعا. [8]
وقال أيضًا: 732 - سليم بن قيس، صاحب الكتاب، الهلالي ى، ن سين، ين قر، (قي) من الاولياء (كش) روى تصديقه (غض) كتابه موضوع وفيه أن الائمة ثلاثة عشر وأسانيده مختلفة. [9]
وقال أيضًا: 2 - أبان بن أبي عياش، بالياء المثناة تحت والشين المعجمة، فيروزين (جخ غض) ضعيف، قيل إنه وضع كتاب سليم بن قيس. [10]
يقول العلامة الحلي: وقال ابن الغضائري: سليم بن قيس الهلالي العامري، روى عن ابي عبد الله والحسن والحسين وعلي بن الحسين (عليهم السلام)، وينسب إليه هذا الكتاب المشهور، وكان اصحابنا يقولون: ان سليما لايعرف [أي مجهول] ولا ذكر في خبر، وقد وجدت ذكره في مواضع من غير جهة كتابه ولا من رواية ابان بن ابي عياش عنه، وقد ذكر له ابن عقدة في رجال امير المؤمنين (عليه السلام) احاديث عنه، والكتاب موضوع لا مرية فيه، وعلى ذلك علامات تدل على ما ذكرنا: منها ما ذكر ان محمد بن ابي بكر وعظ اباه عند الموت، ومنها ان الائمة ثلاثة عشر، وغير ذلك. [11]
يقول أيضًا: 3- ابان بن ابي عياش - بالعين غير المعجمة، والشين المعجمة - واسم ابي عياش، فيروز - بالفاء المفتوحة، والياء المنقطة تحتها نقطتين الساكنة، وبعدها راء، وبعد الواو زاي - تابعي ضعيف جدا. روى عن انس بن مالك، وروى عن علي بن الحسين (عليهما السلام)، لا يلتفت إليه، وينسب اصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه، هكذا قاله ابن الغضائري. [12]
يقول العلامة البروجردي: 6556 - أبان بن أبي عياش فيروز، تابعي ضعيف " ين " " قر " " ق " وزاد " صه " عن " غض " روى عن أنس بن مالك، روى عن " ين " عليه السلام لا يلتفت إليه، وينسب أصحابنا وضع كتاب سليم بن قيس إليه. [13]
يقول العلامة علي أكبر غفاري: فائدة: المتهمون بالكذب أو الوضع أو التخليط أو التدليس، والذين يجب التبين في نبئهم عملا بكريمة " إن جاء كم فاسق بنبأ فتبينوا " والمشهورون منهم هؤلاء أبان بن أبي عياش أبو إسماعيل البصري اتهم بوضع كتاب سليم بن قيس، وتقدم الكلام فيه. [14]
يقول العلامة الأردبيلي: ابان بن ابى عمرو (عمران) الفزارى الكوفى [ ق ] وفي نسخة ابن عمران (مح) ابان بن ابى عياش فيروز تابعي ضعيف [ ين. قر. ق ] وزاد [ صه ] عن [ غض ] روى عن انس بن مالك وروى عن على بن الحسين عليه السلام لا يلتفت إليه وينسب اصحابنا وضع كتاب سليم بن قس [15]
يقول المحترم الكوراني: أبان بن أبي عياش، وهو متروك [16]
ولعلي أختم مسئلة بطلان كتاب سليم بن قيس، وكذب المحترم آبان بن أبي عياش بـ قولين لـ شعبة -رحمه الله-
فقد قال: دارى وحمارى في المساكين صدقة إن لم يكن أبان بن أبى عياش يكذب في الحديث. [17]
ويذكر الإمام الذهبي -رحمه الله- في ميزان الإعتدال ما نصه:
***تفريغ النص:عن حماد بن زيد، قال: جاءني أبان بن أبى عياش، فقال: أحب أن تكلم شعبة أن يكف عنى. قال: فكلمته، فكف عنه أياما، فأتاني في الليل فقال: إنه لا يحل الكف عنه، فإنه يكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم. [18]
أقول: إذاً لا يصح نسبة الكتاب لسليم بن قيس.
وَالعَجِيِبْ .. أن علماء الشيعة يتعمدون الكذب على علمائهم المتقدمين لكي يُضلوا الناس، فالعلامة الإمامي الشعراني يقول: "التكلم في سليم وأبان بن أبي عياش ينبغي أن يخصص بهذا الكتاب الموجود الذي كان في أيدينا اليوم المعروف بكتاب سليم، والحق ان هذا الكتاب موضوع لغرض صحيح - نظير كتاب الحسنية، وطرائف ابن طاووس، والرحلة المدرسية - وواضعه جمع أمورا مشهورة وغير مشهورة، ولما لم يكن معصوما أورد فيه امورا غير صحيحة، والظاهر أنه وضع في أواخر دولة الامويين حين لم يجاوز عدد خلفائهم اثنى عشر نفرا إذ ورد فيه " الغاصبين منهم اثنا عشر، وبعدهم يرجع الحق إلى أهله " مع أنهم زادوا ولم يرجع، وبالجملة إن أيد ما فيه دليل من خارج فهو، وإلا فلا اعتبار بما يتفرد به، والغالب فيه التأيد وعدم التفرد ". [19]
أقول: يخترعوا كُتب، ويكذبوا على سُليم بن قيس، من أجل أن يُضلوا النَاس بـ خُرافات.
ب- ذَكرَ مركز الأبحاث العقائدية مصدرين، فقال: "نذكر لكم نموذجا منها :1- جاء في الاحتجاج :1/212 ، وفي مرآة العقول: 5/320"
أقول: أما بخصوص كتاب الإحتجاج فقد بيِّنا بطلان الرواية المنقولة من كتاب سُليم، وأما بخصوص "مرآة العقول" فالمجلسي كذلك نقلها من كتاب سُليم بن قيس، فقال: "و عن سليم بن قيس الهلالي في حديث طويل" [20]
تقدم الكلام في كتاب سليم بن قيس.
إشكال حول رواية سليم بن قيس:إن رواية سُليم بن قيس لم تقتصر على "خرافة كسر الضلع" بل نفس الرواية تطعن بالقرآن، فالرواية [21]:

***
تفريغ النص:
فنادى علي عليه السلام بأعلى صوته:
(يا أيها الناس، إني لم أزل منذ قبض رسول الله صلى الله عليه وآله مشغولا بغسله ثم بالقرآن حتى جمعته كله في هذا الثوب الواحد. فلم ينزل الله تعالى على رسول الله صلى الله عليه وآله آية إلا وقد جمعتها، وليست منه آية إلا وقد جمعتها وليست منه آية إلا وقد أقرأنيها رسول الله صلى الله عليه وآله وعلمني تأويلها). ثم قال لهم علي عليه السلام: لئلا تقولوا غدا: (إنا كنا عن هذا غافلين). (1) ثم قال لهم علي عليه السلام: لئلا تقولوا يوم القيامة إنى لم أدعكم إلى نصرتي ولم أذكركم حقي، ولم أدعكم إلى كتاب الله من فاتحته إلى خاتمته. فقال عمر: ما أغنانا ما معنا من القرآن عما تدعونا إليه (2) ثم دخل علي عليه السلام بيته. [22]
جَاءَ في الهَامِش مَا نصه:
في البحار: ج 92 ص 42 ح 2 عن أبي ذر: أنه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وآله جمع علي عليه السلام القرآن وجاء إلى المهاجرين والأنصار وعرضه عليهم كما قد أوصاه بذلك رسول الله صلى الله عليه وآله. فلما فتحه أبو بكر خرج في أول صفحة فتحها فضائح القوم. فوثب عمر وقال: يا علي، أردده فلا حاجة لنا فيه فأخذه علي عليه السلام وانصرف. ثم أحضروا زيد بن ثابت وكان قارئا للقرآن، فقال له عمر: إن عليا عليه السلام جاءنا بالقرآن وفيه فضائح المهاجرين والأنصار، وقد رأينا أن نؤلف القرآن ونسقط منه ما كان فيه فضيحة وهتك للمهاجرين والأنصار. فأجابه زيد إلى ذلك، ثم قال: فإن أنا فرغت من القران على ما سألتم وأظهر علي القرآن الذي ألفه، أليس قد بطل ما قد علمتم ؟ قال عمر: فما الحيلة ؟ قال: زيد: أنتم أعلم بالحيلة. فقال عمر: ما الحيلة دون أن نقتله ونستريح منه. فدبر في قتله على يد خالد بن الوليد، فلم يقدر على ذلك.... فلما استخلف عمر سأل عليا عليه السلام أن يدفع إليهم القرآن فيحرفوه فيما بينهم،فقال: يا أبا الحسن، إن جئت بالقرآن الذي كنت جئت به إلى أبي بكر حتى نجتمع عليه فقال علي عليه السلام: هيهات، ليس إلى ذلك سبيل، إنما جئت به إلى أبي بكر لتقوم الحجة عليكم ولا تقولوا يوم القيامة: (إنا كنا عن هذا غافلين)، أو تقولوا: (ما جئتنا به). إن القرآن الذي عندي لا يمسه إلا المطهرون والأوصياء من ولدي. فقال عمر: فهل وقت لأظهاره معلوم ؟ قال علي عليه السلام: نعم، إذا قام القائم من ولدي يظهره ويحمل الناس عليه، فتجري السنة عليه. [23]
أقول: قد بيِّنا بُطلان الكتاب، وَلكن مَركز الأبحاث العقائدية يأخذ دينه من كتاب ٍ باطل، يطعن بكتاب الله عز وجل، فأقول: إن كنت تلتزم بهذه الرواية الباطلة "رواية كسر الضلع" فيلزمك الأخذ بطعن هذه الرواية بالقرآن، فهي نفس الرواية، فإن أخذت بها طعنت بالقرآن وخرجت عن الملّة، فالرواية تقول: إن هذا علي -رضى الله عنه- أخذ القرآن معه، وأن الصحابة رفضوا القرآن، وفي الهامش يقول إن القرآن مع محمد بن الحسن العسكري، وأن هذا القرآن من صُنع الصحابة ..إلخ، أو تقرّون ببطلان هذه الرواية، وبهذا تسقط خرافة كسر الضلع.
إشكال حول الكتاب:إن كتاب سُليم إبن قيس يَنص عَلى إن الأئمة ثلاث عشر، وليسَ إثنى عشر، فمَن أخذ بالرواية الباطلة في كسر الضلع، يلزمه أن يأخذ بـ أن الأئمة 13 عشر وليسَ إثنى عشر.فينقل سُليم في كتابه ما نصه:
***تفريغ النص:
ألا وإن الله نظر إلى أهل الأرض نظرة فاختار منهم رجلين: أحدهما أنا فبعثني رسولا ونبيا، والاخر علي بن أبي طالب، وأوحى إلي أن أتخذه أخا وخليلا ووزيرا ووصيا وخليفة. ألا وإنه ولي كل مؤمن بعدي، من والاه والاه الله ومن عاداه عاداه الله. لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا كافر. هو زر الأرض بعدي وسكنها، وهو كلمة الله التقوى وعروته الوثقى. (يريدون أن يطفؤوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون). (1) ألا وإن الله نظر نظرة ثانية فاختار بعدنا [أي بعد النبي وعلي] اثني عشر وصيا [24]
أقول: الرواية تنص على ثلاثة عشر أمام بعد النبي -صلى الله عليه وسلم- فقد أختار النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم علي، ثم بعد علي أثنى عشر وصيا، فيصبح العدد ثلاثة عشر مع علي -رضى الله عنه-.
فأقول: 1- كتاب موضوع.
2- راوي الكتاب كذابٌ ضعيف لا يلتفت إليه.
3- رواية كسر الضلع تطعن بالقرآن.
4- عدد الأئمة 13.
أما بخصوص المحقق وكلامه في الهامش، فأقول: تخبط شديد، فتارة يقول "إما في بعدنا" وتارة "وأنه كان" وآخرى "أو في" ..إلخ من التناقضات، فالرواية تُلزمه على إن الأئمة بعد النبي ثلاثة عشر.
نــــــعود لرواية كسر الضلع:زيادة لـ التنكيل، فإن رواية كسر الضلع مــوضــــوعة، حكم عليها العالم الإمامي هاشم معروف بأنها موضوعة فقد ذكرها في كتابه "الموضوعات في الآثار والأخبار" تحت عنوان "من الموضوعات في المثالب":
***تفريغ النص:من الموضوعات [أي من المكذوبات] في المثالبجــاء في الوافي من رواية سليم بن قيس عن سلمان الفارسي أنه جاء إلى علي -عليه السلام- وهو يغسل رسول الله صلى الله عليه وآله - بما صنع الناس، فأخبره إن أبا بكر لعلى منبر رسول الله وأن الناس يبايعونه بكلتا يديه، فقال له علي عليه السلام: هل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله، فقال له سلمان لا أدري: غير بشير بن سعيد وأبو عبيدة الجراح وعمر بن الخطاب ثم سالم فقال له الإمام: لا أسألك عن هذا، ولكن هل تدري من أول من بايعه حين صعد المنبر ؟ قال: رأيت شيخا كبيرا يتوكأ على عصاه بين عينيه سجادة شديدة التشمير، صعد إليه أول من صعد وخر وهو يبكي ويقول: الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك في هذا المكان، ابسط يدك فبسط يده فبايعه، ثم خرج من المسجد، فقال علي -عليه السلام- أتدري من هو قلت لا: ولقد سائتني مقالته وكأنه شامت بموت النبي، فقال له علي -عليه السلام- ذاك إبليس لعنه الله، أخبرني رسول الله أن أبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله إياي في غدير خم بأمر من الله، وأمر الأبالسة الذين حضروا معه يوم ذاك أن يبلغ الشاهد منهم الغائب، فأقبل إبليس الأبالسة ومردة أصحابه، فقالوا: إن هذه أمة مرحومة معصومة وما لنا عليهم من سبيل فإنطلق إبليس حزين كئيبا [25]
أقول: هذه الرواية هي نفسها رواية كسر الضلع التي إستشهد بها مركز الأبحاث العقائدية، والتي حكم علماء الشيعة عليها بالوضع.
وللتأكيد ننقل الموضع من كتاب سليم:
قال سلمان الفارسي: فأخبرت عليا عليه السلام - وهو يغسل رسول الله صلى الله عليه وآله - بما صنع القوم، وقلت: إن أبا بكر الساعة لعلى منبر رسول الله صلى الله عليه وآله، ما يرضون يبايعونه بيد واحدة (2) وإنهم ليبايعونه بيديه جميعا بيمينه وشماله فقال علي عليه السلام: يا سلمان، وهل تدري من أول من بايعه على منبر رسول الله صلى الله عليه وآله ؟ قلت: لا، إلا أني رأيته في ظلة بني ساعدة حين خصمت الأنصار، وكان أول من بايعه المغيرة بن شعبة ثم بشير (3) بن سعيد ثم أبو عبيدة الجراح ثم عمر بن الخطاب ثم سالم مولى أبي حذيفة ومعاذ بن جبل. قال عليه السلام: لست أسألك عن هؤلاء، ولكن هل تدري من أول من بايعه حين صعد المنبر ؟ قلت: لا، ولكني رأيت شيخا كبيرا يتوكأ على عصاه، بين عينيه سجادة شديدة التشمير، صعد المنبر أول من صعد وخر وهو يبكي ويقول: (الحمد لله الذي لم يمتني حتى رأيتك في هذا المكان، ابسط يدك). فبسط يده فبايعه، ثم قال: (يوم كيوم آدم) ثم نزل فخرج من المسجد. (1)
فقال علي عليه السلام: يا سلمان، أتدري من هو ؟ قلت: لا، لقد ساءتني مقالته كأنه شامت بموت رسول الله صلى الله عليه وآله. قال علي عليه السلام: فإن ذلك إبليس لعنه الله. إبليس ينتقم بالسقيفة من يوم الغدير أخبرني رسول الله صلى الله عليه وآله: إن إبليس ورؤساء أصحابه شهدوا نصب رسول الله صلى الله عليه وآله إياي يوم غدير خم بأمر الله، وأخبرهم بأني أولى بهم من أنفسهم وأمرهم أن يبلغ الشاهد الغائب. فأقبل إلى إبليس أبالسته ومردة أصحابه فقالوا: (إن هذه الامة أمة مرحومة معصومة، فما لك ولا لنا عليهم سبيل، وقد اعلموا مفزعهم وإمامهم بعد نبيهم). فانطلق إبليس كئيبا حزينا.
[26]
أقول: فالرواية موضوعة.
تنويه: إن الرواية التي إستشهد بها مركز الأبحاث العقائدية بخصوص "كسر الضلع"، رواية طويلة قرابة "20" صفحة، فيها طعن بالقرآن، وفيها أن علي -رضى الله عنه- يأخذ فاطمة -رضى الله عنها - على حمار ويطوف بها المدينة، {أي يتباكون عند الناس لكي يعطفوا عليهم -حاشاهم-} وفيها طعن بـ أبو بكر -رضى الله عنه- وقد حكم عليها علماء الشيعة بـ "الوضع" فلا أعلم هل مركز الأبحاث العقائدية جاهلٌ مركب، يستشهد بأحاديث موضوعة!.
هــــــــــــدية لـ مُحبي سُليم بن قيس:

***
تفريغ النص:
ويكفي هذه الرواية عيبًا أنها من مرويات سليم بن قيس وهو من المشبوهين المتهمين بالكذب، وقد ورد في الكتاب المنسوب إليه أن محمد بن أبي بكر وعظ أباه عند الموت مع أنه كان في حدود السنتين من عمره، كما ورد فيه أن الأئمة ثلاثة عشر أماماً. [27]
اللهم صلِّ على محمد وعلى آل محمد
العلامة الكبير، الثقة الجليل، صحابي الأئمة مشبوه متهم بالكذب!!!
أقول: 1- الرواية التي يقع في سندها سليم بن قيس لا تُقبل، بل مردودة وتُعاب.
2- الثقة الجليل، رفيع الشأن والمنزلة مشبوه، سليم بن قيس متهم بالكذب.
3- كتاب سليم بن قيس يذكر أمور تدل على وضعه كـ "محمد بن أبي بكر يعظ أباه وعمره سنتين".
4- عدد الأئمة 13 كما جاء في كتاب سليم.