وما رميت إذ رميت ولكنّ الله رمى
بسم الله
بسم الله
اللغة العربية هي لسان الدين، وبها نزل، فدلالات اللغة لا تتخلّف عن مقاصد الشرع؛ لأن كل كلمة وردت في القرآن لا يمكن أن يحل غيرها محلها، فالاسم والفعل والحرف كل يؤدي المعنى الذي قصده الشرع بأبلغ ما يكون، وإنما القصور في أفهامنا. ومن هنا أحببت أن أضيع شيئا يسيرا عن دلالات اللغة وردّها على الروافض في كل باطل زعموه. وسأبدأ بما يخص الصحابة وأرضاهم. | ||
سنبدأ بإذن الله في مسألة الصحابة
ودلالات اللغة العربية على إيمانهم وعدم ردتهم كما يزعم الرافضة
مع أن هذا الأمر مفروغ منه عندنا أهل السنة لكن نضع الحق لمن يريده
ودلالات اللغة العربية على إيمانهم وعدم ردتهم كما يزعم الرافضة
مع أن هذا الأمر مفروغ منه عندنا أهل السنة لكن نضع الحق لمن يريده
المسألة الأولى: دلالة الفعل الماضي:
له دلالات كثيرة فتارة يدل على الماضي الذي وقع وانقطع، وتارة يدل على ماض وقع لكنه مستمر في الحال، وتارة يدل على المستقبل، وما يهمنا في هذا الموضوع، هو الأول والثالث.
فنجد أن الله عز وجل، ذكر الفعل الماضي في الحديث عن الصحابة ، سواء في ذكر وصفهم، أو في ذكر جزاءهم.
الماضي الذي وقع وانقطع: (وهو ما يخص أوصاف الصحابة التي جاءت بصيغة الماضي، أو بعض جزاءهم الذي وقع.) | ||
اعلم أن الماضي الذي وقع وانتهى هذا لا يمكن أن يُنسخ بدلالة العقل والشرع ولا يتغير، لأنه قد انتهى ومضى وفُرِغ منه.
فكل وصْفٍ وَصَف الله به الصحابة بصيغة الماضي هو من هذا النوع الذي تم وانتهى ولم يأت ما يخالفه، وهذه الأفعال الماضية هي أخبار من الله عز وجل، فلا يمكن أن يكون هناك ما يناقضها؛ لأن الله عليم خبير، فلا يمكن -عقلا- أن يخبرنا سبحانه عن أناس بالإيمان ويثني عليهم بذلك وهو يعلم أنهم سيتغيرون! وبالتالي لا يمكن أن تنسخ مثل هذه الأخبار؛ لأن الأخبار المحضة لا يقع فيها نسخ فهذا من أمحل المحال ولا يقول به إلا جاهل فاقد العقل مجنون غير أنه لم يرفع عنه القلم.
الآيات الشواهد:
(سنحاول أن تكون الآيات مما تخص الصحابة فقط ولا تشمل من بعدهم حتى لا يقول قائل هذه يقصد بها غيرهم!)
(إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ...)
(72) الأنفال
(الَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَاتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِيمٌ)
(172) آل عمران
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) (18) الفتح
(وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (146) وَمَا كَانَ قَوْلَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (148) آل عمران
كل هذا الأوصاف جاءت بصيغة الماضي، آمنوا، استجابوا، أحسنوا، قالوا (وهو الدعاء)، ثم نزههم عن الأفعال المشينة، فما وهنوا، وما ضعفوا، وما استكانو، فهي أفعال قد وقعت منهم وانتهى زمنها، والله تعالى ذكرها عنهم مدحا وثناء وإخبارا لمن بعدهم بمآثرهم، وفيها حث على الاقتداء بهم. وأخبر أنه آتاهم ثواب الدنيا.
الماضي الذي يدل على المستقبل (وهو ما يخص جزاء الصحابة في الآخرة.) | ||
اعلم أن الفعل الماضي إذا كان معناه المستقبل فإن هذا يدل دلالة قطعية على وقوع هذا الأمر وتحققه وعدم تخلفه، فعبر عن المستقبل بالماضي لتأكيد وقوعه، هذا النوع أيضا لا يمكن أن يتبدل أو يدخله النسخ؛ لأنها أخبار من الله العليم الخبير ووعد منه سبحانه لهم، فهو أخبر بأنه أعدّ لهم الجنات فكيف يعدها لمن يعلم أنه سيرتد؟! إلا إن قلتم: أنه لا يعلم!! تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا، فمن يقول إنها منسوخة فهذا به مس من الشيطان!. ولا يفقه شيئا لا في اللغة ولا غيرها.
وبما أن الصحابة قد ماتوا فإن ما وعدهم الله به قد تحقق ووقع، من الرضا والنعيم، يبقى دخول الجنات يوم القيامة حشرنا الله معهم.
الآيات الشواهد:
قال تعالى: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (100) التوبة
وقال سبحانه: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) (18) الفتح
(فَآَتَاهُمُ اللَّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ الْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ) (148) آل عمران
نأتي للآيات التي يدعي الشيعة أنها في ردة الصحابة وهي:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّكَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَمْ يَكُنِ اللهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلالِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً) (النساء:137)
(إِنَّالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَنْ تُقْبَلَتَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ)
(آل عمران:90)
(آل عمران:90)
نقول: هل هؤلاء المذكورون في الآيتين يدخلون في الآيات السابقة؟
لا يدخلون لا عقلا ولا شرعا لأنه تقرر أن الآيات السابقة التي في الصحابة هي آيات محكمة لا يدخلها النسخ لأنها أخبار ووعود من الله تعالى قد تمت وتحققت وانتهت فلا يمكن أن تتغير.
لا يدخلون لا عقلا ولا شرعا لأنه تقرر أن الآيات السابقة التي في الصحابة هي آيات محكمة لا يدخلها النسخ لأنها أخبار ووعود من الله تعالى قد تمت وتحققت وانتهت فلا يمكن أن تتغير.
إذن من المقصود بهذه الآيات التي فيها الكفر بعد الإيمان؟
أترك الجواب لكل شيعي منصف يريد الحق لا غيره.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق