من هذه الشبهات ما يسمى ( آية الانقلاب ) وهو قول الله عزوجل { وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم ومن ينقلب على عقبيه فلن يضر الله شيئاً وسيجزي الله الشاكرين } حيث قالوا أن هذه الآية الكريمة صريحة وجلية في أن الصحابة سينقلبون على أعقابهم بعد وفاة الرسول مباشرة ولا يثبت منهم إلا القليل كما دلت على ذلك الآية في تعبير الله عنهم: أي عن الثابتين الذين لا ينقلبون بالشاكرين، فالشاكرون لا يكونون إلا قلة قليلة كما دل على ذلك قوله سبحانه وتعالى { وقليل من عبادي الشكور } وكما دلت عليه أيضاً الأحاديث النبوية الشريفة التي فسرت هذا الانقلاب.
وقد رد العلماء على هذه الشبهة بالقول:
أولاً: يجب على المفسر لكتاب الله أن يلم بأصول التفسير كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والخاص والعام وغيره ليكون تفسيره حسب أصول التفسير، يقول الزركشي (( التفسير في الإصطلاح: هو علم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها، وزاد فيها قوم فقالوا: علم حلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها )) وأما الناقل لتفسير آية من الكتاب فيجب أن يرجع إلى أقوال أهل العلم بالتفسير وإلا لما كان لتفسيره أى مصداقية، ومن لم يلتزم بتفسيره من الناحيتين فلا هو من أهل العلم بالتفسير ولا هو اعتمد على علماء التفسير ومن كانت هذه حاله فلا بد أن يأتي تفسيره سوفسطائي!؟ وهذا هو شأن أهل الأهواء.
ثانياً: بالنسبة لسبب نزول الآية فقد ذكر المفسرون أنها بسبب انهزام المسلمين يوم أحد حين صاح الشيطان: قد قتل محمد فقال بعض المنافقين قد قتل محمد فأعطوهم بأيديكم فإنما هم إخوانكم وقال بعض الصحابة: إن كان محمد قد قتل ألا تمضون على مامضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به فأنزل الله تعالى في ذلك {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل...}
وقد اعترف أحد كبار علماء الإمامية الاثني عشرية بأن هذا هو سبب نزول الآية
وعلى ذلك فمعنى الآية ((هو معاتبة الله لأصحاب محمد على ما كان منهم من الهلع والجزع حين قيل لهم بأحد إن محمداً قتل )) (( فلو مات محمد أو قتل لاينبغي لهم أن يصرفهم ذلك عن دينه وما جاء به، فكل نفس ذائقة الموت، وما بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليخلد لا هو ولا هم بل ليموتوا على الإسلام والتوحيد فإن الموت لا بد منه، سواء مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو بقي )) فقوله (( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، أي: كيف ترتدون وتتركون دينه إذا مات أو قتل مع علمكم أن الرسل تخلو ويتمسك أتباعهم بدينهم وإن فقدوا بموت أو قتل )) وقوله (( ومن ينقلب على عقبيه أي: بإدباره عن القتال أو بارتداده عن الإسلام فلن يضر الله شيئاً من الضرر وإنما يضر نفسه وسيجزي الله الشاكرين أي الذين صبروا وقاتلوا واستشهدوا لأنهم بذلك شكروا نعمة الله عليهم بالإسلام )).
ثالثاً: هذه الآية تعتبر أعظم دليل على عظمة أبي بكر وشجاعته وثباته وذلك عندما صدع بهذه الآية يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( وثبوته في ذلك الموطن، وثبوته في أمر الردة، وذلك أن رسول الله لما قبض وشاع موته هاج المنافقون وتكلموا وهموا بالاجتماع والمكاشفة أوقع الله تعالى في نفس عمر رضي الله عنه أن النبي لم يقبض فقام بخطبته المشهورة المخوفة للمنافقين برجوع النبي عليه السلام ففتَّ ذلك في أعضاد المنافقين وتفرقت كلمتهم ثم جاء أبو بكر بعد أن نظر إلى النبي عليه السلام فسمع كلام عمر فقال له: اسكت، فاستمر في كلامه فتشهد أبو بكر فأصغى الناس إليه فقال: أما بعد فإنه من كان يعبد الله تعالى فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وتلا الآية كلها فبكى الناس ولم يبق أحد إلا قرأ الآية كأن الناس ما سمعوها قبل ذلك اليوم، قالت عائشة رضي الله عنها في البخاري: فنفع الله بخطبة عمر ثم بخطبة أبي بكر.... فهذا من المواطن التي ظهر فيها شكر أبي بكر وشكر الناس بسببه )).
رابعاً: من هنا نعلم أن القول بأن (( هذه الآية صريحة وجلية (هكذا!) في أن الصحابة سينقلبون على أعقابهم بعد وفاة الرسول مباشرةً )) لا يدل إلا على عظيم الجهل بأصول التفسير وبأقوال المفسرين، وإلا فليخط لنا هذا الطاعن تفسيراً واحداً أو ليأتنا بعالم واحد يفسر هذه الآية كما فسرها وإذا فسرت الآية حسب عقليته لأصبح المعنى أن الله سبحانه وتعالى يبشر صحابة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ( بكل وضوح ) أنهم سينقلبون في المستقبل القريب!!؟ فهو يجزم بحدوث انقلاب أكثر الصحابة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لما يتوفاه الله بعد، وليس هذا فقط بل ويؤكد أنهم سينقلبون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرةً!!! ومن جزم بأن أكثر الصحابة سينقلبون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرةً فلابد أن يوضح من هم الصحابة المنقلبون ومن هم الصحابة الثابتون وإلا اختلط الأمر على الأمة فلم يُعْرَفِ الصحابي من المنقلب على عقبه. ولا يُعتقد أبداً أن القرآن يبهم هذه القصية الخطيرة ليتلقفها السفهاء ويتلاعبوا بها فيضعوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رقعة الشطرنج فيلفظوا من أرادوا ويبقوا من شاءوا، ولا أظن أن الطاعن يستطيع أن يقول بأن الصحابة الثابتين هم ثلاثة أو السبعة كما يظن البعض، لأنه سوف يصطدم بالنصوص التي تثبت أن أبا بكر وعمر لم ينقلبوا كما أثبتُّ قبل قليل بالإضافة إلى الصحابة سعد بن أبي وقاص الذي اندقت سية قوسه وطلحة بن عبيد الله الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وقعة أحد ( أوجب طلحة ) وقتادة بن النعمان حين أصيبت عينه فردَّها له النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعادت كأحسن مما كانت وذلك كله في غزوة أحد التي قد انقلبوا فيها.
وقد أثبت ذلك الطبرسي في تفسيره ( مجمع البيان في تفسير القرآن ).
بالإضافة إلى أن عدم تحديد الصحابة من المنقلبين سيفتح المجال للطعن بالقرآن الكريم لأنه في عدة مواضع يمدح الصحابة ويشهد لهم بالايمان وصلاح الظواهر والبواطن، وفي مواضع أخرى يذم الصحابة ويبشر بارتدادهم عن الدين وهذا هو عين ما يسعى إليه الطاعنون ، والحق الذي يجب أن يعرفه كل مسلم هو أن الصحابة إنما هم بشر يخطئون وتقع منهم الزلات والهنات ولكنهم أهل عدل وصدق شهد لهم القرآن الكريم في غير ما موضع كما في قوله تعالى { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } ( التوبة 100)
فهذه بشارة الله سبحانه لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أن يبشرهم بالارتداد والانقلاب عن الدين كما يدعي هذا الطاعن.
وكقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه )) فالصحابة كلهم عدول بالنص المنقول والمنطق المعقول.
خامساً: يجب على المفسر لآية أن يربطها بالآيات التي قبلها والتي بعدها لأن تمام التفسير ووضوحه مرتبط بذلك والآية التي استشهد بها هذا الطاعن هي من ضمن غزوة أحد والأخطاء التي وقعت فيها والسورة بصدد عتاب الله للمؤمنين لما حدث لهم في هذه الغزوة وذلك أن الله أنكر عليهم أنهم بمجرد الايمان سيدخلهم الجنة دون الجهاد والابتلاء والتمحيص فقال تعالى { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون } ( آل عمران 142 143) ثم ذكر بعدها مباشرة قوله { وما محمد إلا رسول...} استمرار بعتابهم على ماكان منهم في تلك الغزوة ثم ذكرهم بالآيات التي بعدها أن هناك من الأنبياء من قاتل معه الصالحون فما وهنوا وما ضعفوا وماذلوا كما حدث من بعضكم وفي الآية التي بعدها أثبت الله لصحابة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم الإيمان وحذرهم من طاعة الكافرين بقوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين } ( آل عمران 149) وبعد عتابهم ذكر الله بعد آيات أنه عفا عمن تولى يوم القتال بسبب بعض ذنبه بقوله { إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم } ( آل عمران 155) ثم يذكر الله سبحانه أن المؤمنين قد استجابوا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم من بعد ما أصابهم القرح في غزوة أحد لملاحقة أبي سفيان إلى حمراء الأسد فقال تعالى { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (فانقلبوا ) بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو الفضل العظيم } ( آل عمران 172 174) ولا شك أن هؤلاء الموصوفون بهذه الصفات وهذا المديح هم الصحابة المنقلبون بنعمة من الله وفضل فكيف يدعي هذا الطاعن أن الله يبشر صحابة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالارتداد والانقلاب بناءاً على تفسيره الممسوخ؟!
ثم يقول الطاعنون (( ولا يمكن تفسير الآية الكريمة بطليحة وسجاح والأسود العنسي، وذلك حفاظاً على كرامة الصحابة، فهؤلاء قد انقلبوا وارتدوا عن الإسلام وادعوا النبوة في حياته صلى الله عليه وآله وسلم وقد حاربهم رسول الله وانتصر عليهم ))!!؟
سبحان الله ما هذه المجازفة الجهولة؟! الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقاتل المرتدين وينتصر عليهم كيف ومتى؟!
لقد ظهر مسيلمة والأسود العنسي عند قرب وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والعنسي فقط هلك قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما طليحة وسجاح فقد ارتدا بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم وذلك باتفاق أهل النقل جميعاً وقد قاتل خالد بن الوليد طليحة في معركة ( البزاخة ) وهزمه ففر إلى الشام ولكنه ما لبث أن عاد إلى حظيرة الاسلام مرة أخرى وحسن إسلامه، ثم ظهرت المرأة المتنبئة سجاح بنت الحارث وكان على رأس من اتبعها مالك بن نويرة وقد خالفها جمع من بني تميم فدار بينهم قتال ثم سارت سجاح بجيشها إلى اليمامة بعد هزيمتها من أوس بن خزيمة والتقت مسيلمة فتزوجها وعادت إلى مقرها الأول العراق وأما مسيلمة الكذاب فقد هزمه خالد بن الوليد ومعاونيه عكرمة بن أبي جهل وشرحبيل بن حسنة في معركة اليمامة الشهيرة أو عقرباء شر هزيمة، ولكن هؤلاء الطاعنون يجهلون التاريخ والسيرة فيدعون بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي هزم المرتدين! وكل ذلك حتى يظهر أن المرتدين بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم الصحابة وليس هؤلاء.
وقد رد العلماء على هذه الشبهة بالقول:
أولاً: يجب على المفسر لكتاب الله أن يلم بأصول التفسير كأسباب النزول والناسخ والمنسوخ والخاص والعام وغيره ليكون تفسيره حسب أصول التفسير، يقول الزركشي (( التفسير في الإصطلاح: هو علم نزول الآية وسورتها وأقاصيصها والإشارات النازلة فيها، ثم ترتيب مكيها ومدنيها، ومحكمها ومتشابهها، وناسخها ومنسوخها، وخاصها وعامها، ومطلقها ومقيدها، ومجملها ومفسرها، وزاد فيها قوم فقالوا: علم حلالها وحرامها، ووعدها ووعيدها، وأمرها ونهيها، وعبرها وأمثالها )) وأما الناقل لتفسير آية من الكتاب فيجب أن يرجع إلى أقوال أهل العلم بالتفسير وإلا لما كان لتفسيره أى مصداقية، ومن لم يلتزم بتفسيره من الناحيتين فلا هو من أهل العلم بالتفسير ولا هو اعتمد على علماء التفسير ومن كانت هذه حاله فلا بد أن يأتي تفسيره سوفسطائي!؟ وهذا هو شأن أهل الأهواء.
ثانياً: بالنسبة لسبب نزول الآية فقد ذكر المفسرون أنها بسبب انهزام المسلمين يوم أحد حين صاح الشيطان: قد قتل محمد فقال بعض المنافقين قد قتل محمد فأعطوهم بأيديكم فإنما هم إخوانكم وقال بعض الصحابة: إن كان محمد قد قتل ألا تمضون على مامضى عليه نبيكم حتى تلحقوا به فأنزل الله تعالى في ذلك {وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل...}
وقد اعترف أحد كبار علماء الإمامية الاثني عشرية بأن هذا هو سبب نزول الآية
وعلى ذلك فمعنى الآية ((هو معاتبة الله لأصحاب محمد على ما كان منهم من الهلع والجزع حين قيل لهم بأحد إن محمداً قتل )) (( فلو مات محمد أو قتل لاينبغي لهم أن يصرفهم ذلك عن دينه وما جاء به، فكل نفس ذائقة الموت، وما بعث محمد صلى الله عليه وآله وسلم ليخلد لا هو ولا هم بل ليموتوا على الإسلام والتوحيد فإن الموت لا بد منه، سواء مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أو بقي )) فقوله (( أفإن مات أو قتل انقلبتم على أعقابكم، أي: كيف ترتدون وتتركون دينه إذا مات أو قتل مع علمكم أن الرسل تخلو ويتمسك أتباعهم بدينهم وإن فقدوا بموت أو قتل )) وقوله (( ومن ينقلب على عقبيه أي: بإدباره عن القتال أو بارتداده عن الإسلام فلن يضر الله شيئاً من الضرر وإنما يضر نفسه وسيجزي الله الشاكرين أي الذين صبروا وقاتلوا واستشهدوا لأنهم بذلك شكروا نعمة الله عليهم بالإسلام )).
ثالثاً: هذه الآية تعتبر أعظم دليل على عظمة أبي بكر وشجاعته وثباته وذلك عندما صدع بهذه الآية يوم وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( وثبوته في ذلك الموطن، وثبوته في أمر الردة، وذلك أن رسول الله لما قبض وشاع موته هاج المنافقون وتكلموا وهموا بالاجتماع والمكاشفة أوقع الله تعالى في نفس عمر رضي الله عنه أن النبي لم يقبض فقام بخطبته المشهورة المخوفة للمنافقين برجوع النبي عليه السلام ففتَّ ذلك في أعضاد المنافقين وتفرقت كلمتهم ثم جاء أبو بكر بعد أن نظر إلى النبي عليه السلام فسمع كلام عمر فقال له: اسكت، فاستمر في كلامه فتشهد أبو بكر فأصغى الناس إليه فقال: أما بعد فإنه من كان يعبد الله تعالى فإن الله حي لا يموت ومن كان يعبد محمداً فإن محمد قد مات، وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل وتلا الآية كلها فبكى الناس ولم يبق أحد إلا قرأ الآية كأن الناس ما سمعوها قبل ذلك اليوم، قالت عائشة رضي الله عنها في البخاري: فنفع الله بخطبة عمر ثم بخطبة أبي بكر.... فهذا من المواطن التي ظهر فيها شكر أبي بكر وشكر الناس بسببه )).
رابعاً: من هنا نعلم أن القول بأن (( هذه الآية صريحة وجلية (هكذا!) في أن الصحابة سينقلبون على أعقابهم بعد وفاة الرسول مباشرةً )) لا يدل إلا على عظيم الجهل بأصول التفسير وبأقوال المفسرين، وإلا فليخط لنا هذا الطاعن تفسيراً واحداً أو ليأتنا بعالم واحد يفسر هذه الآية كما فسرها وإذا فسرت الآية حسب عقليته لأصبح المعنى أن الله سبحانه وتعالى يبشر صحابة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ( بكل وضوح ) أنهم سينقلبون في المستقبل القريب!!؟ فهو يجزم بحدوث انقلاب أكثر الصحابة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم لما يتوفاه الله بعد، وليس هذا فقط بل ويؤكد أنهم سينقلبون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرةً!!! ومن جزم بأن أكثر الصحابة سينقلبون بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم مباشرةً فلابد أن يوضح من هم الصحابة المنقلبون ومن هم الصحابة الثابتون وإلا اختلط الأمر على الأمة فلم يُعْرَفِ الصحابي من المنقلب على عقبه. ولا يُعتقد أبداً أن القرآن يبهم هذه القصية الخطيرة ليتلقفها السفهاء ويتلاعبوا بها فيضعوا صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على رقعة الشطرنج فيلفظوا من أرادوا ويبقوا من شاءوا، ولا أظن أن الطاعن يستطيع أن يقول بأن الصحابة الثابتين هم ثلاثة أو السبعة كما يظن البعض، لأنه سوف يصطدم بالنصوص التي تثبت أن أبا بكر وعمر لم ينقلبوا كما أثبتُّ قبل قليل بالإضافة إلى الصحابة سعد بن أبي وقاص الذي اندقت سية قوسه وطلحة بن عبيد الله الذي قال عنه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وقعة أحد ( أوجب طلحة ) وقتادة بن النعمان حين أصيبت عينه فردَّها له النبي صلى الله عليه وآله وسلم فعادت كأحسن مما كانت وذلك كله في غزوة أحد التي قد انقلبوا فيها.
وقد أثبت ذلك الطبرسي في تفسيره ( مجمع البيان في تفسير القرآن ).
بالإضافة إلى أن عدم تحديد الصحابة من المنقلبين سيفتح المجال للطعن بالقرآن الكريم لأنه في عدة مواضع يمدح الصحابة ويشهد لهم بالايمان وصلاح الظواهر والبواطن، وفي مواضع أخرى يذم الصحابة ويبشر بارتدادهم عن الدين وهذا هو عين ما يسعى إليه الطاعنون ، والحق الذي يجب أن يعرفه كل مسلم هو أن الصحابة إنما هم بشر يخطئون وتقع منهم الزلات والهنات ولكنهم أهل عدل وصدق شهد لهم القرآن الكريم في غير ما موضع كما في قوله تعالى { والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبداً ذلك الفوز العظيم } ( التوبة 100)
فهذه بشارة الله سبحانه لأصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم لا أن يبشرهم بالارتداد والانقلاب عن الدين كما يدعي هذا الطاعن.
وكقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم (( لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق أحدكم مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه )) فالصحابة كلهم عدول بالنص المنقول والمنطق المعقول.
خامساً: يجب على المفسر لآية أن يربطها بالآيات التي قبلها والتي بعدها لأن تمام التفسير ووضوحه مرتبط بذلك والآية التي استشهد بها هذا الطاعن هي من ضمن غزوة أحد والأخطاء التي وقعت فيها والسورة بصدد عتاب الله للمؤمنين لما حدث لهم في هذه الغزوة وذلك أن الله أنكر عليهم أنهم بمجرد الايمان سيدخلهم الجنة دون الجهاد والابتلاء والتمحيص فقال تعالى { أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين ولقد كنتم تمنون الموت من قبل أن تلقوه فقد رأيتموه وأنتم تنظرون } ( آل عمران 142 143) ثم ذكر بعدها مباشرة قوله { وما محمد إلا رسول...} استمرار بعتابهم على ماكان منهم في تلك الغزوة ثم ذكرهم بالآيات التي بعدها أن هناك من الأنبياء من قاتل معه الصالحون فما وهنوا وما ضعفوا وماذلوا كما حدث من بعضكم وفي الآية التي بعدها أثبت الله لصحابة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم الإيمان وحذرهم من طاعة الكافرين بقوله تعالى { ياأيها الذين آمنوا إن تطيعوا الذين كفروا يردوكم على أعقابكم فتنقلبوا خاسرين } ( آل عمران 149) وبعد عتابهم ذكر الله بعد آيات أنه عفا عمن تولى يوم القتال بسبب بعض ذنبه بقوله { إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم } ( آل عمران 155) ثم يذكر الله سبحانه أن المؤمنين قد استجابوا للرسول صلى الله عليه وآله وسلم من بعد ما أصابهم القرح في غزوة أحد لملاحقة أبي سفيان إلى حمراء الأسد فقال تعالى { الذين استجابوا لله والرسول من بعد ما أصابهم القرح للذين أحسنوا منهم واتقوا أجر عظيم الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل (فانقلبوا ) بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء واتبعوا رضوان الله والله ذو الفضل العظيم } ( آل عمران 172 174) ولا شك أن هؤلاء الموصوفون بهذه الصفات وهذا المديح هم الصحابة المنقلبون بنعمة من الله وفضل فكيف يدعي هذا الطاعن أن الله يبشر صحابة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم بالارتداد والانقلاب بناءاً على تفسيره الممسوخ؟!
ثم يقول الطاعنون (( ولا يمكن تفسير الآية الكريمة بطليحة وسجاح والأسود العنسي، وذلك حفاظاً على كرامة الصحابة، فهؤلاء قد انقلبوا وارتدوا عن الإسلام وادعوا النبوة في حياته صلى الله عليه وآله وسلم وقد حاربهم رسول الله وانتصر عليهم ))!!؟
سبحان الله ما هذه المجازفة الجهولة؟! الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يقاتل المرتدين وينتصر عليهم كيف ومتى؟!
لقد ظهر مسيلمة والأسود العنسي عند قرب وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم والعنسي فقط هلك قبل وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأما طليحة وسجاح فقد ارتدا بعد وفاته صلى الله عليه وآله وسلم وذلك باتفاق أهل النقل جميعاً وقد قاتل خالد بن الوليد طليحة في معركة ( البزاخة ) وهزمه ففر إلى الشام ولكنه ما لبث أن عاد إلى حظيرة الاسلام مرة أخرى وحسن إسلامه، ثم ظهرت المرأة المتنبئة سجاح بنت الحارث وكان على رأس من اتبعها مالك بن نويرة وقد خالفها جمع من بني تميم فدار بينهم قتال ثم سارت سجاح بجيشها إلى اليمامة بعد هزيمتها من أوس بن خزيمة والتقت مسيلمة فتزوجها وعادت إلى مقرها الأول العراق وأما مسيلمة الكذاب فقد هزمه خالد بن الوليد ومعاونيه عكرمة بن أبي جهل وشرحبيل بن حسنة في معركة اليمامة الشهيرة أو عقرباء شر هزيمة، ولكن هؤلاء الطاعنون يجهلون التاريخ والسيرة فيدعون بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو الذي هزم المرتدين! وكل ذلك حتى يظهر أن المرتدين بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم الصحابة وليس هؤلاء.
ظهر المسيح المهدي بميلاد ثاني في بلاد السودان هو المهدي المنتظر والمسلط على قتل الدجال وهو دابة الأرض وذو القرنين وذو السويقتين....
الناس أعداء ما جهلوا ... رحم الله امرأ عرف قدر نفسه ووقف عند حده فلا تسئ وقل الله أعلم,
إن لم تستطيع الوقوف مع الحق*** فلا تصفق للباطل...
فَضْل العِلم خيْر من فَضْل العبادة.
إن قَليلَ العَمل مع العِلْم كثير كما أنّ كَثيرَه مع الجهل قليل.
إذا أردتَ أن تُفْحم عالماً فأحْضره جاهلاً.
قال أحد أعلم أهل الأرض إعرف الحق تعرف الرجال...
لذلك لا تتسرع وتعجل بلسانك قبل عقلك وعي ما نقول... وأقرأ كثيراً...
http://almseeh-almahadi.blogspot.com/2017/06/11.html
قال رسول الله سلام الله عليه وآله،: "لن يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدباراً ولا الناس إلا شحاً ولا مهدي إلا عيسى"...
نحن في أيام عظيمة ... ومع شدة العالم اليوم إلا أن من رحم الفوضى سيخرج النظام... والفرج قريب.
بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا... الميلاد الثاني لعيسى بن مريم حق.
(( بُعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى )) . أخرجه البخاري ومسلم .
وقائع اليوم اكبر والخطط لغداً أعظم ... ظهر المسيح عيسى بن مريم بميلاد ثاني إماماً لهذا الزمان .
ولسنا صاحب الدعوة بل نفر من أصحابه ...ولا تفتي فيما لا تطيقه نفسك ولا تسخر وقل الله أعلم هذه كتابات المسيح في الموقع أدناه
سلسلة منشورات المسيح المهدي المحمدي سليمان ابو القاسم موسى.
http://www.almseeh.webs.comالناس أعداء ما جهلوا ... رحم الله امرأ عرف قدر نفسه ووقف عند حده فلا تسئ وقل الله أعلم,
إن لم تستطيع الوقوف مع الحق*** فلا تصفق للباطل...
فَضْل العِلم خيْر من فَضْل العبادة.
إن قَليلَ العَمل مع العِلْم كثير كما أنّ كَثيرَه مع الجهل قليل.
إذا أردتَ أن تُفْحم عالماً فأحْضره جاهلاً.
قال أحد أعلم أهل الأرض إعرف الحق تعرف الرجال...
لذلك لا تتسرع وتعجل بلسانك قبل عقلك وعي ما نقول... وأقرأ كثيراً...
http://almseeh-almahadi.blogspot.com/2017/06/11.html
قال رسول الله سلام الله عليه وآله،: "لن يزداد الأمر إلا شدة ولا الدنيا إلا إدباراً ولا الناس إلا شحاً ولا مهدي إلا عيسى"...
نحن في أيام عظيمة ... ومع شدة العالم اليوم إلا أن من رحم الفوضى سيخرج النظام... والفرج قريب.
بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا... الميلاد الثاني لعيسى بن مريم حق.
(( بُعثت أنا والساعة كهاتين وأشار بالسبابة والوسطى )) . أخرجه البخاري ومسلم .
وقائع اليوم اكبر والخطط لغداً أعظم ... ظهر المسيح عيسى بن مريم بميلاد ثاني إماماً لهذا الزمان .
ولسنا صاحب الدعوة بل نفر من أصحابه ...ولا تفتي فيما لا تطيقه نفسك ولا تسخر وقل الله أعلم هذه كتابات المسيح في الموقع أدناه
سلسلة منشورات المسيح المهدي المحمدي سليمان ابو القاسم موسى.
http://www.almseeh.webs.com
جزاك الله خيرا
ردحذف