الشبهة : قول ( مثل نور المؤمن كمشكاة ) !!!
اقتباس:
الرد :
الرواية :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ, ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنِي أَبِي, عَنْ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ, عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ عَطَاءٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:" (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ) , قَالَ: هِيَ خَطَأٌ مِنَ الْكَاتِبِ ، َهُوَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَكُونَ نُورُهُ مِثْلَ نُورِ الْمِشْكَاةِ, قَالَ: مَثَلُ نُورِ الْمُؤْمِنِ كَمِشْكَاةٍ".
وجـزاكم الله خيـراً
والجواب : • هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، حَتَّى شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ ، أَحَادِيثُهُ قَلِيلَةٌ قَدْ ضَبَطَهَا كُلَّهَا .
وَ قَدْ أَبْعَدَ النُّجْعَةَ مِنْ قَالَ أَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ السَّنَدَ مَعْلُولٌ ؛ فَإِنَّهُ لَوِ الْتَزَمَ هَذَا الْقَوْلَ لأَعَلَّ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً جِدًّا مُحْتَجًّا بِهَا فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ ، مَلأَتْ دَوَاوِينَ الإِسْلاَمِ .
وَقَوْلِي بِصِحَّةِ هَذَا الإِسْنَادِ لاَ يَعْنِي تَصْحِيحِي لِلْمَتْنِ أَوِ الأَثَرِ الَّذِي جَاءَ بِهِ ، كَمَا يَعْلَمُ كُلُّ طَالِبِ حَدِيثٍ حَقًّا -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- .
كَذَلِكَ أُذَكِّرُ بِأَنَّ مَنْ أَرَادَ الْحُكْمَ عَلَى خَبَرٍ -مَرْفُوعًا كَانَ أَوْ مَوْقُوفًا أَوْ مَقْطُوعًا- عَلَيْهِ بِجَمْعِ طُرُقِهِ أَوَّلاً ، حَتَّى تَتَبَيَّنَ لَهُ الْعِلَّةُ إِنْ كَانَ مُعَلاًّ ، أَوْ يَطْمَئِنَّ قَلْبُهُ إِنْ كَانَ سَلِيمًا -أَيِ الْخَبَرُ- ؛ كَمَا لاَ يَخْفَى .
وَلِكَيْ لاَ يَطُولَ الْكَلاَمُ ، فَإِنَّ هَذَا الأَثَرَ لاَ يَصِحُّ عَنْ تُرْجُمَانِ الْقُرْءَانِ أَبِي الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- مِنْ طَرِيقِ عَطَاءٍ .
فَإِذَا نَظَر النَّاظِرُ ، وَجَدَ أَنَّ ثَلاَثَةً رَوَوْا تَفْسِيرَ هَذِهِ الآَيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ خَطَأَ الْكَاتِبِ ، وَهُمْ
1- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ . الْحَاكِمُ (3503) وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ عَلَى تَصْحِيحِهِ لِلإِسْنَادِ ؛ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "تَفْسِيرِهِ" (14554) .
2- عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ . ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "تَفْسِيرِهِ" (14555) ، وَابْنُ أَبِي طَلْحَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ ابْنِ عَبَّاسٍ التَّفْسِيرَ ، فَلَعَلَّهُ أَخَذَهُ عَنْ مُجَاهِدٍ .
3- عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ . عَلَّقَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "تَفْسِيرِهِ" (14555) ، بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ عَنْ عِكْرِمَةَ .
فَلَمْ يَنْقِلْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ قَالَ بِخَطَإِ الْكَاتِبِ .
وَهَذَا قَوْلٌ إِنْ قَالَهُ تُرْجُمَانُ الْقُرْءَانِ ، يُبَثُّ وَلاَ يُكْتَمُ !
فَـعَطَاءٌ خَالَفَ سَعِيدًا ، وَسَعِيدٌ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ كَالْمِسْمَارِ فِي السَّاجِ .
هَذَا ، وَمَعَ كَوْنِ عَطَاءٍ ثِقَةً فَاضِلاً إِلاَّ أَنَّهُ تَغَيَّرَ فِي آَخِرِهِ ، وَقَيْسٌ سَمِعَ مِنْهُ الشَّيْءَ الْقَلِيلَ بَعْدَ اخْتِلاَطِهِ -لَعَلَّ ذَلِكَ مِنْهُ- ، كَذَا ابْنُ جُرَيْجٍ .
فَكِلاَهُمَا -سَعِيدٌ وَعَطَاءٌ- ، كَذَا ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ وَعِكْرِمَةُ ، ذَكَرُوا فِي رِوَايَتِهِمْ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فَسَّرَ (( نُورِهِ )) بِـ نُورِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ ، أَوْ بِالْهُدَى الَّذِي فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ ؛ إِلاَّ أَنَّ عَطَاءً زَادَ " هِيَ خَطَأٌ مِنَ الْكَاتِبِ ... " !
وَبِذَلِكَ تَكُونُ زِيَادَةُ عَطَاءٍ شَاذَّةً وَاهِيَةً مَرْدُودَةً ، لَعَلَّهَا وَهْمٌ مِنْهُ .
ثُمَّ إِنَّ هَذَهِ الزِّيَادَةُ الْمَذْكُورَةُ مُخَالِفةٌ لِلرَّسْمِ الْعُثْمَانِيِّ الْمُجْمَعِ عَلَيْهِ بِمُوَافَقَةِ كُلِّ الصَّحَابَةِ
الرواية :
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ, ثنا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ, أَخْبَرَنِي أَبِي, عَنْ شِبْلِ بْنِ عَبَّادٍ, عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ, عَنْ عَطَاءٍ, عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ:" (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ) , قَالَ: هِيَ خَطَأٌ مِنَ الْكَاتِبِ ، َهُوَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ يَكُونَ نُورُهُ مِثْلَ نُورِ الْمِشْكَاةِ, قَالَ: مَثَلُ نُورِ الْمُؤْمِنِ كَمِشْكَاةٍ".
وجـزاكم الله خيـراً
والجواب : • هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ ، رِجَالُهُ ثِقَاتٌ ، حَتَّى شِبْلُ بْنُ عَبَّادٍ ، أَحَادِيثُهُ قَلِيلَةٌ قَدْ ضَبَطَهَا كُلَّهَا .
وَ قَدْ أَبْعَدَ النُّجْعَةَ مِنْ قَالَ أَنَّ الظَّاهِرَ أَنَّ السَّنَدَ مَعْلُولٌ ؛ فَإِنَّهُ لَوِ الْتَزَمَ هَذَا الْقَوْلَ لأَعَلَّ أَحَادِيثَ كَثِيرَةً جِدًّا مُحْتَجًّا بِهَا فِي الْكُتُبِ السِّتَّةِ ، مَلأَتْ دَوَاوِينَ الإِسْلاَمِ .
وَقَوْلِي بِصِحَّةِ هَذَا الإِسْنَادِ لاَ يَعْنِي تَصْحِيحِي لِلْمَتْنِ أَوِ الأَثَرِ الَّذِي جَاءَ بِهِ ، كَمَا يَعْلَمُ كُلُّ طَالِبِ حَدِيثٍ حَقًّا -إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى- .
كَذَلِكَ أُذَكِّرُ بِأَنَّ مَنْ أَرَادَ الْحُكْمَ عَلَى خَبَرٍ -مَرْفُوعًا كَانَ أَوْ مَوْقُوفًا أَوْ مَقْطُوعًا- عَلَيْهِ بِجَمْعِ طُرُقِهِ أَوَّلاً ، حَتَّى تَتَبَيَّنَ لَهُ الْعِلَّةُ إِنْ كَانَ مُعَلاًّ ، أَوْ يَطْمَئِنَّ قَلْبُهُ إِنْ كَانَ سَلِيمًا -أَيِ الْخَبَرُ- ؛ كَمَا لاَ يَخْفَى .
وَلِكَيْ لاَ يَطُولَ الْكَلاَمُ ، فَإِنَّ هَذَا الأَثَرَ لاَ يَصِحُّ عَنْ تُرْجُمَانِ الْقُرْءَانِ أَبِي الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْعَبَّاسِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- مِنْ طَرِيقِ عَطَاءٍ .
فَإِذَا نَظَر النَّاظِرُ ، وَجَدَ أَنَّ ثَلاَثَةً رَوَوْا تَفْسِيرَ هَذِهِ الآَيَةِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، وَلَمْ يَذْكُرُوا فِيهِ خَطَأَ الْكَاتِبِ ، وَهُمْ
1- سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ . الْحَاكِمُ (3503) وَوَافَقَهُ الذَّهَبِيُّ عَلَى تَصْحِيحِهِ لِلإِسْنَادِ ؛ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "تَفْسِيرِهِ" (14554) .
2- عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ . ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "تَفْسِيرِهِ" (14555) ، وَابْنُ أَبِي طَلْحَةَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ ابْنِ عَبَّاسٍ التَّفْسِيرَ ، فَلَعَلَّهُ أَخَذَهُ عَنْ مُجَاهِدٍ .
3- عِكْرِمَةُ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ . عَلَّقَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ فِي "تَفْسِيرِهِ" (14555) ، بِصِيغَةِ التَّمْرِيضِ عَنْ عِكْرِمَةَ .
فَلَمْ يَنْقِلْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- أَنَّهُ قَالَ بِخَطَإِ الْكَاتِبِ .
وَهَذَا قَوْلٌ إِنْ قَالَهُ تُرْجُمَانُ الْقُرْءَانِ ، يُبَثُّ وَلاَ يُكْتَمُ !
فَـعَطَاءٌ خَالَفَ سَعِيدًا ، وَسَعِيدٌ فِي ابْنِ عَبَّاسٍ كَالْمِسْمَارِ فِي السَّاجِ .
هَذَا ، وَمَعَ كَوْنِ عَطَاءٍ ثِقَةً فَاضِلاً إِلاَّ أَنَّهُ تَغَيَّرَ فِي آَخِرِهِ ، وَقَيْسٌ سَمِعَ مِنْهُ الشَّيْءَ الْقَلِيلَ بَعْدَ اخْتِلاَطِهِ -لَعَلَّ ذَلِكَ مِنْهُ- ، كَذَا ابْنُ جُرَيْجٍ .
فَكِلاَهُمَا -سَعِيدٌ وَعَطَاءٌ- ، كَذَا ابْنُ أَبِي طَلْحَةَ وَعِكْرِمَةُ ، ذَكَرُوا فِي رِوَايَتِهِمْ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- فَسَّرَ (( نُورِهِ )) بِـ نُورِ مَنْ آَمَنَ بِاللَّهِ ، أَوْ بِالْهُدَى الَّذِي فِي قَلْبِ الْمُؤْمِنِ ؛ إِلاَّ أَنَّ عَطَاءً زَادَ " هِيَ خَطَأٌ مِنَ الْكَاتِبِ ... " !
وَبِذَلِكَ تَكُونُ زِيَادَةُ عَطَاءٍ شَاذَّةً وَاهِيَةً مَرْدُودَةً ، لَعَلَّهَا وَهْمٌ مِنْهُ .
ثُمَّ إِنَّ هَذَهِ الزِّيَادَةُ الْمَذْكُورَةُ مُخَالِفةٌ لِلرَّسْمِ الْعُثْمَانِيِّ الْمُجْمَعِ عَلَيْهِ بِمُوَافَقَةِ كُلِّ الصَّحَابَةِ
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق