بحث في المدونة

الأحد، 29 يناير 2012

هل دعى علي على معاوية وأشياعهِ ؟؟



بقلم الاخ / تقي الدين السني 
المصدر : شبكة الدفاع عن السنة 

بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد بن عبد الله وعلى أله وصحبه أجمعين .

أورد أحد مشائخ الرافضة رواية في مصنف بن أبي شيبة , نصها : " اللهم عليك بمعاوية وأشياعه " وقال أن هذه الرواية قرينة على أن علي رضي الله عنهُ طعن في معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهُ , وهذا محل نظر أما القنوت فهذا لا يقدح في كل من معاوية بن أبي سفيان ولا علي رضي الله عنهما , ولكن محل حديثنا هو الرواية التي إستدل بها شيخ الرافضة في أن علياً رضي الله عنهُ لعن معاوية بن أبي سفيان .

المصنف لابن أبي شيبة، ج2، ص108، برقم 7050 ، مكتبة الرشد ـ الرياض، الطبعة الأولى، 1409 هـ :
حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حصين، قال: حدثنا عبد الرحمن بن مغفل [كذا، والصحيح: معقل] ، قال: صليت مع عليٍّ صلاة الغداة، قال: فقنت فقال في قنوته: اللهم عليك بمعاوية وأشياعه، وعمرو بن العاص وأشياعه، وأبي الأعور السلمي وأشياعه، وعبد الله بن قيس وأشياعه.

فأخبار القنوت واردة من علي على معاوية , ومن معاوية على علي وكلاهما كان يقنت على الأخر رضي الله عنهما , فالحاصل ان الخبر لا يقدح في علي ولا في معاوية وإن كان علي قنت على معاوية فمعاوية قنت على علي ولعلنا نبين صحة الخبر إن شاء الله .

قال الشيخ مقبل الوادعي –رحمه الله- في الهامش –متعقباً-: "أما اللعن فلم نجده في شيء من كتب السنة المعتمدة بعد البحث الطويل، وأما الدعاء عليهم فقد صح عنه رضي الله عنه: قال ابن أبي شيبه (2/137): حدثنا هشيم قال: أخبرنا حصين، قال: حدثنا عبدالرحمن بن معقل: قال: صليت مع علي صلاة الغداة؛ فقنت، فقال في قنوته: اللهم عليك بمعاوية وأشياعه، وعمرو بن العاص وأشياعه، وأبا الأعور السلمي وأشياعه، وعبدالله بن قيس وأشياعه، قال البيهقي (2/204) وقد أخرج بعضه: صحيح مشهور، وهو كما قال من حيث الصحة؛ فهو على شرط الشيخين" اهـ كلام الشيخ مقبل.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " منهاج السنة " (1) : "وأما ما ذكره – أي الرافضي - من لعن علي؛ فإن التلاعن وقع من الطائفتين كما وقعت المحاربة، وكان هؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم، وهؤلاء يلعنون رؤوس هؤلاء في دعائهم، وقيل: إن كل طائفة كانت تقنت على الأخرى، والقتال باليد أعظم من التلاعن باللسان، وهذا كله؛ سواء كان ذنباً أو اجتهاداً، مخطئاً أو مصيباً؛ فإن مغفرة الله ورحمته تتناول ذلك؛ بالتوبة، والحسنات الماحية، والمصائب المكفرة، وغير ذلك..." . وما أجمل أن يقال هنا ما قاله الأعمش – رحمه الله - : " حدثناهم بغضب أصحاب محمد الله صلى عليه وسلم فاتخذوه دينًا (2) " . فوجب على شيخ الرافضة حين أورد هذه الرواية أن عرف قول أعل العلم وما ورد فيه من الكلام عليه وهناك روايات توضح الحديث السابق ونوردها .

المعجم الأوسط:ج7/ص274
حدثنا محمد بن شعيب ثنا يعقوب الدشتكي ثنا هشام بن عبيد الله السني نا محمد بن جابر عن حماد عن إبراهيم عن علقمة والأسود قالا قال عبد الله ما قنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في شيء من الصلوات إلا في الوتر وإنه كان إذا حارب يقنت في الصلوات كلهن يدعو على المشركين وما قنت أبو بكر ولا عمر ولا عثمان حتى ماتوا ولا قنت علي حتى حارب أهل الشام وكان يقنت في الصلوات كلهن وكان معاوية يدعو عليه أيضا يدعو كل واحد منهما على الآخر لم يرو هذا الحديث عن حماد عن إبراهيم بن علقمة عن علقمة والأسود عن عبد الله إلا محمد بن جابر ورواه الحسن بن الحر عن حماد عن إبراهيم عن الأسود عن عمر .

وفي مصنف عبد الرزاق - (3 / 107) .
عبد الرزاق عن هشيم عن حصين عن رجل سماه قال أحسبه قال سعيد بن عبد الرحمن أن بن عباس صلى الغداة فلم يقنت وقال بن المجالد عن أبيه عن إبراهيم عن علقمة والأسود قالا ما قنت رسول الله صلى الله عليه و سلم في شيء من الصلوات إلا إذا حارب فإنه كان يقنت في الصلوات كلهن ولا قنت أبو بكر ولا عمر ولا عثمان حتى ماتوا حتى لا قنت علي حتى حارب أهل الشام فكان يقنت في الصلوات كلهن وكان معاوية يقنت أيضا فيدعو كل واحد منهما على صاحبه .

الآثار لأبي يوسف - (1 / 358) .
قال : حدثنا يوسف بن أبي يوسف ، عن أبيه ، عن أبي حنيفة ، عن حماد ، عن إبراهيم ، « أن عليا رضي الله عنه قنت يدعو على معاوية رضي الله عنه حين حاربه ، فأخذ أهل الكوفة عنه ، وقنت معاوية يدعو على علي ، فأخذ أهل الشام عنه».

مسند أبي حنيفة - (1 / 147) .
حدثنا محمد بن أحمد ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا المقرئ ، ثنا أبو حنيفة ، عن حماد ، عن إبراهيم ، عن علقمة ، قال : « ما قنت أبو بكر ، ولا عمر ، ولا عثمان ، وما قنت علي حتى حارب أهل الشام ، وكان يقنت على معاوية »

تنقيح كتاب التحقيق في أحاديث التعليق للذهبي - (1 / 246) .
أبو داودَ ، نا شعبة ، عن حصين ، عن عبد الرحمن بن معقل قال : " صليتُ خلف علي المغربَ ، فقنتَ يدعو على أبي الأعورِ ، وغير واحدٍ " . فهذه الأخبار والأحاديث في أن علياً قنت ومعاوية قنت وأخذ كل من كان مع علي ومن كان مع معاوية رضي الله عنهما عنهُ القنوت , وما قنت أحد من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن متى يعي القوم , ثم علق الرافضي على هذه الأخبار ولكن لنعلق على هذه دون ذكر ما قال .

قلتُ أما قول علي أنهم مجتهدون فقد ثبت ذلك في كتبكم , والموطن هنا لا يعني أن علياً لا يعتقد أن ما كان من معاوية إنما هو إعتداء كما تدعي الرافضة بل إن دل هذا على شيء فيدل على أن الصحابيين علي ومعاوية رضي الله عنهما قنت كل منهم على الأخر , وهذا لا يقدح في عدالة أحد منهما , كما أنه قول علي : " وما كان بيننا من إختلاف في دم عثمان " وهذا ورد في نهج البلاغة للشريف الرضي .

وأما حديث لا يحبني إلا مؤمن .

فهل أحببتم أنتم علي بطعنكم فيه أيها الرافضي .

ثم هل أحببتم الأنصار الذي قال عنهم النبي مثلما قال لعلي رضي الله عنهم .. ؟

كتبه /

تقي الدين السني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق